منتدى دموع القمر
حسنات ماحية 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
حسنات ماحية 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى دموع القمر


 
الرئيسيةالبوايهأحدث الصورالتسجيلدخول
اعضاءنا وزوار منتدى دموع القمر كل عام  وانتم يخيرمع تحيات ادارة المنتدى دموع القمر

 

 حسنات ماحية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
mabrok
عضوجديد
عضوجديد
mabrok


المزاج : حسنات ماحية 210
عدد الرسائل : 0
ذكر
عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
المزاج : مستمتع

حسنات ماحية Empty
مُساهمةموضوع: حسنات ماحية   حسنات ماحية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 02, 2010 7:47 pm

حسنات ماحية

سمعتُ درس للشيخ محمّد حسين يعقوب بعنوان حسناتِ ماحية
وأعجبني كثيرًا ووجدتُ فيه فائدة كبيرة
واللهَ أسألُ أن ينفعني وإيّاكنّ بما نقلتُ..

...
يقول ابن القيم -رحمه الله- أن أسباب النجاة من الذنوب والمعاصي والبدع والشهوات وإيذاء النّاس يكون بتمحيص الذنوب
وهذا التمحيص يتم بعشرة أشياء
أربعة منها في الدنيا:
1- التوبة
2- الاستغفار
3- الحسنات الماحية
4- المصائب المُكَفِّرة
فإن لم تفي هذه الأربعْ بتمحيصه ، بإنحائه من شؤم ذنوبه مُحِّصَ في القبر بِثلاثة أشياء
1- صلاة أهل الإيمان عليه ودعائهم له وشفاعتهم فيه
2- ضمة القبر والعصره والانتهار وتوابع ذلك
3- ما يُهْدى إليه من الإعمال
فإن لم تفي هذه بتمحيصه مُحَّص يوم القيامة بثلاثة أشياء
1- أهوال يوم القيامة
2- شفاعة الشفعاء
3- عفو الله عز وجل
فإن لم تُمحِّصه هذه العشرة دخل جهنّم ليتطهّر فإذا تطهّر أُخْرِجَ وأُدخِلَ نهر الحياة ثم دخل الجنّة
عمل الحسنات الماحية

قال صلّى الله عليه وسلّم : " اتقِ الله حيثما كنت وأتبِعْ السيئة الحسنة تمحها.."
قال شيخ الإسلام بن تيمية وإنّما قدّم ذكر السيئة على الحسنة كقوله في حديث بول الأعرابيّ: "صبّوا عليه ذَنوبًا من ماء" فكأنه يفيد الاختصاص

كلنا بشر وكلنا أصحاب ذنوب، وما من عبد مؤمن إلا وله ذنبٌ يعتاده الفينة بعد الفينة فسبيل النجاة من هذه الذنوب أن نعمل حسنات بالكم والكيف الذي يوازي هذه الذنوب
والحمد لله ان ربنا كريم جعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها لذلك قالوا: "ويلٌ لمن غلبت آحاده عثراته"

* فُرَصْ لِلْعِتْق من النّار

الصّلاة:
_قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى قبل الظهر أربعًا وبعد الظهر أربعًا حرَّمه الله على النار"
الشرع لم يشترط عليك أن تكون هذه الركعات بالبقرة وآلِ عِمران، ممكن تكون هذه الركعات في خمس دقائق على أن تعطي كل ركن حقه

الذِّكر:
_ قال صلى الله عليه وسلّم: "من قال حين يُصبح وحين يمسي ،اللهم إني أصبحتُ أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك" أعتق الله ربعه من النّار فإن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار فإن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعًا أعتقه الله كله من النار
وكذلك من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

ولكن لابد لهذه الأذكار أن تُقال باعتقاد ليمحو الله الذنب وليس مجرد أن يهذي بها الإنسان ثُم يُغفر له!
أليس هناك حديث أن رجلًا أذنب ذنبًا فقال: ربِّ أذنبتُ ذنبًا فاغفر لي فقال الله: علم عبدي أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي
الحديث مُفْرِح ولكن يُغفر للعبد إذا عَلِمَ أن له رب يأخذ بالذنب ويغفر الذنب ..

لذا ..
في الذّكر الأول : هل تعلم أنّك تُشهد حملة العرش، من هم حملة العرش؟ هل تعلمهم؟ ، وملائكتك وجميع خلقك(الإنس والجن والمسلمين وغير المسلمين والطيور والجبال والهوام ..)
هل تتصوّر أنك تُشهد كل هؤلاء على وحدانية الله ؟؟؟ هل أنت مُنتبه لهذه الشهادة ؟؟ هل أنت مُوَّحِّد فعلًا ؟؟ ليس فيك شرك في داخلك، مهما تكن هذه الشرك؟
قال صلى الله عليه وسلم: " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وإن من الشرك ان تحب على شيء من الجور وأن تُبغِض على شيء من العدل- شرك المحبة-" هو أن تُحب ظالمًا أو أن تكره عادلًا، فهذا معناه أنك تُحب وتُبغض لا لله وإنما لهواك --> وهذا شِرْكْ
من تُحب؟؟ ولماذا ؟؟
لابد ان نعرف المحبة التي في قلوبنا مبنية على توحيد أم على شِرك لكي نستطيع بعدها أن نقول: اللهم إني أصبحتُ أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله

وكذلك ..
سبحان ~> تنزيه لله عن كل عيب ونقص لا يليق به
بحمده ~> تحمده على أنه هو الله بيده هو الملك وليس بيد أحد من ملوك الدنيا وإلا فإن العباد لا يرحم بعضهم بعضا
فالحمد لله أن ملكنا هو الله الحكم العدل اللطيف الخبير

البكاء من خشية الله:
_ قال صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار أبدًا عين باتت تكلأ المسلمين في سبيل الله وعين بكت من خشية الله"
متى آخر مرة بكيت في الخلوة من خشية الله ؟ يا من عيونها مدرار ،ألا توفرين دمعة بالحق للحق في حق؟؟
سبحانه ،خلق البحار والأنهار وطلب منك دمعة ~

قال أحد الشيوخ لتلميذه ، ألا تُصلّي هكذا؟ وبدأ بالصلاة أمامه .. فما لبث أن دخل في الصلاة وهو يقرأ الفاتحة حتى انغمرتا عيناه بِالبكاء!
كيف نأتي بها... أتُتَعلّم؟ أم أنه رزق... البكاء هذا، حال أم مقام ؟؟
الشاهد، لو أن عيناك بكت بصدق من خشية الله لا يمكن أن تدخل النّار

حفظ القرآن:
_قال صلى الله عليه وسلم: "لو جُمِع القرآن في إيهاب ما أحرقه الله بالنار"
لو استطعت أن تدخل القرآن في جوفك لم يكن الله أن يحرقك بالنّار ، لا يمكن ، كيف والقرآن في صدرك؟


إنجاب البنات:
_قال صلى الله عليه وسلم : "من أبتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار"
قال تعالى: " وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم * يتوارى من الخلق من سوء ما بشر به أيمسكه على هونٍ أم يدسه في التراب ألا سآء ما يحكمون"

لمغفرة الذنوب والنجاة منها

الوضوء:
_قال صلى الله عليه وسلَّم : " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلَّى ركعتين لم يُحَدِّث فيهما نفسه غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه"
إن من يتوضأ وهو ينوي بقلبه أن ذنوبه تخرج من بين أظفاره عند غسل يده وتقطر من أذنيه عند مسح رأسه وأذنيه وتتساقط من رجليه عند غسلها
ليس كمن توضأ بغير هذه النيّة، ولكنّها درجات يستطيع الإنسان أن يرقى لأيها شاء حسب علمه وعمله. وكلٌ يُدْرك المغفرة على قدر عمله
ثُمَّ إذا نظر الإنسان إلى ما مضى من عمره وتأمل كم ذنوبه التي نسيها هو ولكنّ الله أحصاها ،لو أنه أذنب كل يوم ذنبًا واحد أو أثنين أو خمسين .. كلٌ مثبت في صحيفته، إلا تتمنى أن يغفر الله هذه الذنوب ويخلصك منها؟
ولكن القضيّة هنا في الخشوع هل سبق لك أن صليت ركعتين لم تُحدِّث فيهما نفسك؟ جرِّبها، صلي ركعتين وأحضر ذهنك وقلبك وهيئ نفسك للخشوع
جاهد الليل في هاتين الركعتين حتى تدركهما فتُغفر لك ذنوبك

الحجّ المبرور:
_قال صلى الله عليه وسلّم: " من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمُّه"
كم من شخص يتمنّى أن يرجع به العمر ليعمل الصالحات ويتقرب إلى الله ويتخلص من ذنوبه
يمكنه ذلك بالحج، فهو يرجع كيوم ولدته أمُّه ويبدأ من جديد، تُغفر كل ذنوبه كبيرها وصغيرها
ولكن القضيّة هنا أن يقبل الله منه

الخطى إلى المساجد:
_قال صلى الله عليه وسلّم: "ألا أدُلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفعُ به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكارة وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ذلكم الرِّباط ذلكم الرِّباط ذلكم الرِّباط"
إسباغ الوضوء ~> ألا نتعب قليلًا حتى نتقن الوضوء لله؟، ألا يستحق الله منّا أن نجتهد ونتفانى في إسباغ الوضوء طلبًا لمرضاته؟ فإنه سبحانه يُقَدِّر لعبده عبادته ويرضى عنه بها . ليس كبني البشر الذين نجتهد ونتعب في إرضائهم ولكنّهم للأسف يُعانون من قلة الأصل لا يكاد يُقَدِّر أحدهم لك شيئًا
الأخ الذي يمسح على الجورب، أنزع عنك هذا الجورب واغسل رجلك.. وإن قلت لي إنها سُنَّة ،سأقول لك نعم أعرف وأقول بذلك أيضًا ولكن من باب إسباغ الوضوء على المكارة هذه درجة أخرى أعلى
والأخت التي تحترز في المسح على شعرها عند الوضوء تخشى أن تفسد تسريحتها بالماء ..؟

كثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ~> كثرة الخطى ذهابًا إيابًا، وانتظار الصلاة في المسجد صلاة لقوله صلى الله عليه وسلَّم: "لا يزال العبد في صلاة مادامت الصلاة تحبسه" ذكر الشيخ أن أمه صلت الظهر وأمامها سِجَّادة الصلاة فلما انتهت قال:سأرفع السِّجَّادة قالت:لا أنتظر حتى أصلي العصر قال: مازلنا في الظهر قالت:دعها فحسب
إنها امرأة وتنتظر الصلاة إلى الصلاة .. سبحان الله ، ومن هنا ذكر الشيخ أن المرأة لو صدقت في رغبتها في كثرة الخطى إلى المساجد ومثل هذه من العبادات الخاصة بالرجال يُكتب لها مِثل أجرهم وزيادة وهو كريـــم

الصلوات الخمس:
_قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أرأيتم لو أن نهرًا بِبَاب أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مرَّات أيبقى ذلك من درنة شيء؟ قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهم الخطايا"
وكذلك المكثُ في المسجد بعد الصلاة

بعض الأذكار:
يُغْفر لك بها ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، وهي أيضًا من أعجب الوعود والبشيرات
_قال صلى الله عليه وسلم: " من أكل طعامًا ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه بغير حولٍ مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن كُسِيَ ثوبًا فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه بغير حولٍ مني ولا قوّة غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه"
ما هو عذرك لألا تُغْفر لك ذنوبك ؟ سبحان الملك جل جلالك يا رب يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين سبحانك لك الحُجَّة البالغة لم يدع لعبده حجة أعطاك كل الفرص ليغفر لك وليعفو عنك "ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم" ..

ما بقيَ إلا العمل، فاعملوا

تم بِحمد الله


فضائل عشر ذي الحجة وبعض حكم الحج


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فضائل عشر ذي الحجة وبعض حكم الحج

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:
أما بعد: فإن خير الزاد تقوى الله - تعالى - والخوف من عقابه ورجاء ثوابه والتسليم بقضائه وقدره واستشعار قدرته وعظمته جل جلاله.

عباد الله، يستقبل المؤمنون عشر ذي الحجة التي هي من أفضل الأيام عند الله - تعالى -، وللعمل الصالح فيها مزية عن غيرها من الأيام ففي الحديث: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) البخاري.

ومن أجلِّ الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه العشر أداء مناسك الحج الذي أوجبه الله - تعالى - على كل مسلم قادر تحققت فيه شروط وجوبه. والحج أحد أركان الإسلام، شرعه الله - تعالى - وأوجبه لما فيه من خير العباد ومصلحتهم، ومن تأمل في شعائر الحج وحكمه التي يشتمل عليها رأى الحكم الباهرة والعظات البالغة والمقاصد النافعة للفرد والمجتمع.

ففي الحج يجتمع المسلمون على اختلاف شعوبهم وطبقاتهم وتنوع بلدانهم ولغاتهم، فتتوحد وجهاتهم وأفعالهم في زمان واحد ومكان محدد لا يتميز فيه قوم عن قوم "ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ" [البقرة: 199]، فتلتقي القلوب وتزداد المحبة ويوجد الائتلاف، ولو استغل هذا الجمع في تحقيق المقاصد العظيمة من مشروعية الحج لرأى المسلمون عجباً.

ومن حكم الحج وفوائده التي تظهر للمتأمل تذكر الدار الآخرة، فالحاج يغادر أوطانه التي ألفها ونشأ في ربوعها، وكذا الميت إذا انقضى أجله غادر هذه الدنيا، والميت يجرد من ثيابه وكذا الحاج يتجرد من المخيط طاعة لله - تعالى -، والميت يغسل بعد وفاته، وكذا الحاج يتنظف ويغتسل عند ميقاته، والميت يكفن في لفائف بيضاء هي لباسه في دار البرزخ، والحاج يلبس رداءً وإزاراً أبيضين لمناسكه، وفي صعيد عرفات والمشعر الحرام يجتمع الحجيج، وفي يوم القيامة يبعث الناس ويساقون إلى الموقف "يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبّ الْعَـالَمِينَ" [المطففين: 6]، إلى غير ذلك من الحكم والمقاصد والعبر التي تعظ وتذكر.

أما عن عشر ذي الحجة، هذه الأيام الفاضلة والموسم المبارك والأوقات الثمينة، فإن العاقل الحصيف يدرك أن المواسم قلما تتكرر، وأن للموسم فرصته التي قد تفوت على البطالين وأهل الكسل، أرأيتم يا عباد الله لو أن صاحب محل تجاري يبيع الملابس الجديدة وإذا قرب العيد أغلق محله وتفرغ للبر والسفر، ماذا سيقول عنه الناس، ولو أن صاحب مكتبة وأدوات مدرسية يغلق متجره قبيل ابتداء العام الدراسي بأيام ولا يعود إلى افتتاحه إلا بعد بدء الدراسة بأسابيع، ماذا سيقول عنه الناس؟ وهل هو أهل للتجارة والمكاسب في عرف التجار؟ ومثله لو أن صاحب مطعم لا يفتح مطعمه إلا وقت العصر ويغلقه قبل الليل، وقس على ذلك سائر المهن والتخصصات، فلكل بضاعة موسم لا يفوت، بل إن غالب التجار إنما يستفيد ويربح من أيام المواسم، هذا في أمور الدنيا وحطامها الزائل ومتاعها القليل الذي سرعان ما يزول ويتحول، ويكفي من الدنيا القليل، فملك كسرى تغني عنه كسرة، بل الرابح في دنياه من غادرها خفيف المحمل قليل ذات اليد، أما المقر الدائم والمستقر الذي لا يتغير فهنالك "يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَـادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" [النحل: 111]، "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا" [آل عمران: 30]، "يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ" [النبأ: 40]، وكم هي جميلة وصية مؤمن آل فرعون لقومه حين وعظهم قائلاً كما ورد في القرآن الكريم: "يا قَوْمِ إِنَّمَا هَـذِهِ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا مَتَـاعٌ وَإِنَّ الاْخِرَةَ هِىَ دَارُ الْقَـرَارِ مَنْ عَمِـلَ سَـيّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَـالِحاً مّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" [غافر: 39، 40].

فهنيئاً ثم هنيئاً لمن عزم على استغلال عشر ذي الحجة بالعمل الصالح وتحري الخير والإكثار من الذكر والدعاء وأداء القربات المشروعة رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَـامُهُ مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَـافِسُونَ" [المطففين: 22-26].

عباد الله، في هذه العشر تشرع أنواع من العبادات الخاصة والمطلقة، ففي هذه العشر يستحب الإكثار من ذكر الله - تعالى - والتكبير والتحميد والتهليل، فربنا - سبحانه - يقول: "وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ" [الحج: 28]، وقد فسرت بأنه أيام عشر ذي الحجة، وقد استحب العلماء كثرة الذكر في هذه العشر، فقد كان ابن عمر يخرج إلى السوق في العشر فيكبر ويكبر الناس بتكبيره، فيستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق وغيرها إعلاناً بحمد الله وشكراً على نعمه "وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ" [البقرة: 185]، ومما يستحب دوماً صيام النوافل والصدقة وتلاوة القرآن، وفي مثل هذا الموسم المبارك يزداد فضلها وتتأكد مشروعيتها، والعمل الصالح في هذه العشر خير وأفضل من كثير من الأعمال العظيمة حتى الجهاد في سبيل الله حين يبذل المسلم دمه في سبيل ربه فيقتل ويتعرض للجراحات والآلام، ويقف في تلك المواقف التي لا يتصدى لها إلا الأفذاذ من الرجال، ومع هذا فإن العمل الصالح في هذه العشر يفوق الجهاد في سبيل الله إلا لمن خرج بنفسه وماله في الجهاد فبذل ماله وأراق دمه وقتل في سبيل الله، فيا له من فضل وأجر لا يفوته إلا المحروم، فاللهم لا تحرمنا فضلك ولا تؤاخذنا بذنوبنا وخطيئاتنا، واجعلنا من عبادك الأوابين المنيبين المسابقين إلى الجنات ورفيع الدرجات إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

الثانية: ومن العبادات الجليلة التي تعمل في عشر ذي الحجة ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله - عز وجل - لقوله - سبحانه -: "فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ" [الكوثر: 2]، وذبح الهدايا والأضاحي من شعائر هذا الدين الظاهرة ومن العبادات المشروعة في كل الملل. يقول - سبحانه -: "وَلِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَـامِ" [الحج: 34]، قال ابن كثير - رحمه الله -: يخبر - تعالى - أنه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعاً في جميع الملل. ويقول - سبحانه -: "وَالْبُدْنَ جَعَلْنَـاهَا لَكُمْ مّن شَعَـائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَـانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذالِكَ سَخَّرْنَـاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [الحج: 36].

وذبح الأضحية مشروع بإجماع العلماء وصرح البعض منهم بوجوبها على القادر، وجمهور العلماء على أنها سنة مؤكدة يكره للقادر تركها.

وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها حتى ولو زاد عن قيمتها، وذلك لأن الذبح وإراقة الدم مقصود، فهو عبادة مقرونة بالصلاة كما قال - سبحانه -: فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ [الكوثر: 2]، وعليه عمل النبي والمسلمين، ولو كانت الصدقة بقيمتها أفضل لعدلوا إليها. وللأضحية شروط لا بد من توفرها، منها السلامة من العيوب التي وردت في السنة، وقد بين العلماء هذه العيوب مفصلة، ومن شروطها أن يكون الذبح في الوقت المحدد له، وهو من انتهاء صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر.

واعلموا أيها المؤمنون أنه يحرم على من عزم على الأضحية الأخذ من شعره وأظفاره من حين دخول شهر ذي الحجة إلى أن يضحي، وذلك لقوله: ((إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئاً)) مسلم، وهذا الحكم خاص بمن سيضحي، أما من سيضحى عنه فلا يشمله هذا الحكم، فرب البيت الذي عزم على الأضحية هو الذي يحرم عليه مس شعره أو أظفاره دون أهله وعياله.

اللهم إنا نسألك من فضلك اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.اللهم يسر للحجيج حجهم وأعنا وإياهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا جميعا من المقبولين.
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة في دنيتي
مشرفه قمراياااا
مشرفه قمراياااا
أميرة في دنيتي


المزاج : حسنات ماحية 310
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 2930
تاريخ التسجيل : 06/08/2009
العمر : 31
الموقع : www.whit.ahlamonatada.net
المزاج : دائما مبسوطة

حسنات ماحية Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسنات ماحية   حسنات ماحية Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 06, 2010 9:03 pm

جزيت خيرا اخي
وجزاك وايانا الجنة ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حسنات ماحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حسنات كأمثال الجبــال تصبح هباءاً منثوراً تعرفوا ليه؟ (مهمه جدا)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دموع القمر :: المنتدى الاسلامى :: ۩ منتدى المواضيع الاسلاميه ۩-
انتقل الى: