توالت
ردود الفعل المنددة باقتحام البحرية الإسرائيلية سفن كسر الحصار التي كانت
في طريقها إلى قطاع غزة حاملة مساعدات إنسانية ونشطاء دوليين ونوابا
أوروبيين، وشهدت عدة عواصم ومدن عربية وأجنبية مظاهرات شارك فيها الآلاف
تنديدا بالهجوم الذي أودى بحياة 19 شخصا وأسفر عن إصابة 26 آخرين بجروح.
غزة
ففي غزة تظاهر آلاف الفلسطينيين ظهر الاثنين فى مناطق مختلفة من القطاع
وانطلقت مسيرات حاشدة إلى موقع ميناء غزة حيث كان من المقرر أن يصل الأسطول
البحري. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والتركية إضافة إلى أعلام
الدول المشاركة وصور الشيخ رائد صلاح الذي كان قد ذكر انه أصيب بجروح خطيرة
في الهجوم وذكرت آخر الأنباء انه لم يتعرض لأذى. ثم توجهت المظاهرات إلى
مقر الأمم المتحدة في غزة. كما انطلقت مسيرة في خان يونس جنوب قطاع غزة
باتجاه مقر الصليب الأحمر للتعبير عن استنكارها للجريمة الإسرائيلية ضد
أسطول الحرية.
الضفة الغربية
كما شهدت الضفة الغربية مسيرات احتجاجية، حيث رفع المشاركون في مسيرة في
رام الله نظمت قبل ظهر الاثنين شعارات تندد بإسرائيل. ووصف توفيق طيراوي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها قرصنة،
فيما قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى برغوثي في مؤتمر صحافي عقده في
رام الله إن إسرائيل اعتدت على سفن في عرض البحر وخرقت بذلك كافة الأعراف
الدولية.
القدس
وفي القدس الشرقية عم الإضراب الشامل الاثنين احتجاجا على مهاجمة "اسطول
الحرية"، وأغلقت المحال التجارية أبوابها وبدت القدس كمدينة أشباح. وفي
الناصرة، شارك مئات في تظاهرة عفوية جرت للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على
قافلة الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار على غزة، حسبما أفاد شهود عيان.
وشاركت قيادات وأعضاء عرب في الكنيست ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسه
في التظاهرة التي انطلقت في منطقة العين في المدينة. وحمل المشاركون أعلاما
فلسطينية، وهتفوا "حرية حرية لأسطول الحرية." كما هتفوا باللغة العبرية
"باراك كم قتلت اليوم؟." ورفعوا لافتات بالعربية والعبرية والانجليزية تندد
بالحكومة الاسرائيلية وتطالب الفلسطينيين في غزة والضفة بالوحدة الوطنية.
وقال رئيس بلدية الناصرة ونائب لجنة المتابعة العربية رامز جرايسه إنها
"مجزرة ضد الضمير الإنساني ليس فقط ضد الذين حاولوا كسر الحصار، هذه
الجريمة ارتكبت بدم بارد."
إسرائيل
وفي ميناء أسدود الإسرائيلي تجمع نحو 50 شخصا من نشطاء السلام
الإسرائيليين للاحتجاج على العملية العسكرية ضد قافلة سفن الإغاثة ومنعتهم
الشرطة من الاقتراب من الميناء الذي سحبت البحرية الإسرائيلية السفن إليه.
وقالت الناشطة في ائتلاف نساء من أجل السلام باليت باومان إن الهجمة
البحرية على سفن التضامن تثبت أن إسرائيل لا تأبه بالرأي العام العالمي،
وأنه قد آن للعالم أن يفعل شيئا إزاء إسرائيل كي تعلم أن الدعم الاقتصادي
والديبلوماسي من الدول الغربية لن يستمر.
تركيا
وفي تركيا، تظاهر حوالي 10 آلاف شخص الاثنين في الساحة الرئيسية في
إسطنبول احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي الدامي على قافلة الحرية لنقل
مساعدات إلى قطاع غزة الذي يضم سفنا تركية. وهتف المتظاهرون في ساحة تقسيم
في وسط أكبر مدينة تركية "الموت لإسرائيل"، "أيها الجنود الأتراك توجهوا
إلى غزة." وهتف متظاهرون آخرون رفعوا أعلاما تركية وفلسطينية، "العين
بالعين والسن بالسن."
وكان حوالي 400 متظاهر قد تجمعوا أمام القنصلية الإسرائيلية مرددين
شعارات معادية لإسرائيل. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة قبل الظهر في
المكان ولم تحصل حوادث مهمة واكتفى بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات بلاستيكية
في اتجاه المبنى. وفي أنقرة تظاهر أقل من 200 شخص أمام مقر السفير
الإسرائيلي حيث انتشرت قوات من الشرطة لحمايته.
لبنان
وفي لبنان، تظاهر آلاف اللبنانيين والفلسطينيين الاثنين في العاصمة
بيروت ومناطق أخرى احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قافلة سفن المساعدات.
وتجمع مئات الأشخاص قرب مقر الأمم المتحدة في وسط بيروت حاملين الأعلام
الفلسطينية والتركية، ونددوا باسرائيل وأحرقوا العلم الإسرائيلي.
وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان الذي شارك في التجمع لوكالة
الصحافة الفرنسية "في هذا اليوم ظهر الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تستهدف
مدنيين ولا تحترم لا القانون الدولي ولا القرارات الدولية." كما شارك آلاف
اللبنانيين والفلسطينيين في مظاهرات في كل من بلدة تعنايل في البقاع ومخيم
الجليل للاجئين الفلسطينيين في بعلبك ومخيم البص في صور ومخيم عين الحلوة
في صيدا ومخيم البداوي في الشمال.
في السياق ذاته، أعلن اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني المباشرة
باعتصام مفتوح أمام مبنى الأمم المتحدة اعتبارا من الاثنين، تضامنا مع
"أحرار البحر" وشعب غزة. كما أعلن في بيان "تنفيذ اعتصام غاضب أمام السفارة
الأميركية في عوكر الأربعاء."
الأردن
وفي الأردن شارك أكثر من ألفي شخص في مسيرة احتجاجية في العاصمة عمان
انطلقت من منطقة الشميساني في غرب المدينة إلى مبنى رئاسة الوزراء. وحمل
المشاركون، وبينهم قيادات في حزب جبهة العمل الإسلامي وأكبر أحزاب المعارضة
ونقابيين وحزبيين أردنيين، أعلاما أردنية وفلسطينية وهم يهتفون "فلتسقط
إسرائيل"، فيما حمل بعضهم لافتات كتب عليها "معا لكسر حصار غزة."
العراق
وفي العاصمة العراقية، تظاهر أنصار التيار الصدري الاثنين بدعوة من
الزعيم مقتدى الصدر للتنديد بالهجوم الإسرائيلي وهتف بعضهم "كلا كلا
اسرائيل." وتجمع المتظاهرون بينهم عدد من النواب المنتخبين وشيوخ العشائر
ورجال الدين أمام فندق بابل في الجادرية وسط بغداد حاملين أعلاما عراقية
وفلسطينية.
مصر
وفي مصر تظاهر ناشطون بعد ظهر الاثنين أمام مبنى وزارة الخارجية في قلب
القاهرة ورددوا شعارات تدعو إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل
والطرد الفوري للسفير الإسرائيلي والفتح الفوري والدائم لمعبر رفح.
إيران
وفي إيران، ذكر موقع للمعارضة على الانترنت أن زعيمي المعارضة الإيرانية
مير حسين موسوي ومهدي كروبي رفعا الاثنين طلبا للحصول على ترخيص بالتظاهر
في 12 يونيو/حزيران الذي يصادف ذكرى إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد
المثيرة للجدل.
باكستان
وفي باكستان شارك عدد من الساسة والصحافيين في مظاهرة سلمية تنديدا
بالهجوم الإسرائيلي مطالبين الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالتدخل.
البوسنة
وفي البوسنة، شارك مئات الأشخاص في مسيرة في العاصمة سراييفو رافعوا
خلالها أعلاما فلسطينية. وقال أحد المنظمين إن الهدف من الاحتجاج "إسماع
صوتنا حتى لا تحدث إبادة جماعية جديدة في العصر الحديث."
الدنمارك
وفي الدنمارك تظاهر مئات الأشخاص عصر الاثنين قرب السفارة الإسرائيلية
في ضاحية كوبنهاغن احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي وللدعوة إلى رفع الحصار
المفروض على القطاع. وبحسب المنظمين فقد شارك أكثر من 600 شخص في المظاهرة
السلمية التي تخللتها تلاوة قصائد وأناشيد فلسطينية، في حين قالت الشرطة إن
عدد المشاركين لا يتجاوز 300. وحال طوق أمني على مسافة بعيدة من السفارة
الإسرائيلية دون وصول المحتجين إلى المبنى.
ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية وتركية ولافتات كتب عليها "قاطعوا
إسرائيل" و"أوقفوا مجازر المدنيين"، كما استمعوا إلى خطباء سياسيين من
اليسار ومن منظمات غير حكومية يحضون الحكومة الدنماركية والاتحاد الاوروبي
على التحرك والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
فرنسا
وفي باريس، شارك حوالي 250 شخصا في مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية،
مرديدين "فلسطين ستبقى حية" و"فلسطين ستنتصر،" وأبدى آخرون تأييدهم لحركة
حماس التي تسيطر على القطاع.
المملكة المتحدة
وفي بريطانيا، شارك مئات الأشخاص بعضهم أصدقاء لنشطاء كانوا على متن سفن
المساعدات التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية، في مظاهرة خارج مقر إقامة
رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وردد المتظاهرون شعارات "فلسطين حرة" كما رفعوا لافتات تندد بـ"جرائم
الحرب الإسرائيلية"، كما سدوا إحدى الطرق الرئيسية في العاصمة.
العفو الدولية تطالب بتحقيق مستقل
وطلبت منظمة العفو الدولية الاثنين من إسرائيل فتح "تحقيق فوري مستقل
يتمتع بمصداقية" حول الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية وطالبت برفع
الحصار المفروض على القطاع.
وقال مالكولم سمارت المسؤول عن دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في
المنظمة إنه من الواضح أن القوات الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة،
وأضاف: "تقول إسرائيل إن قواتها كانت في حال الدفاع عن النفس لأنها تعرضت
لهجوم من قبل المتظاهرين لكن من الصعب أن نصدق بأن مستوى القوة الذي
استخدمته القوات الإسرائيلية كان مبررا." وقال إن الناشطين على السفن قالوا
بوضوح إن هدفهم الأول كان الاحتجاج على الحصار الإسرائيلي المستمر الذي
يشكل عقابا جماعيا وبالتالي انتهاكا للقانون الدولي، حسب قوله.