منتدى دموع القمر
حياة الصالحات 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
حياة الصالحات 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى دموع القمر


 
الرئيسيةالبوايهأحدث الصورالتسجيلدخول
اعضاءنا وزوار منتدى دموع القمر كل عام  وانتم يخيرمع تحيات ادارة المنتدى دموع القمر

 

 حياة الصالحات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:49 pm

السيدة خديجة رضي الله عنها


مقدمة

كانت خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها من المحسناتاللواتي ظهرتْ نجابتُهنّ منذ عهدٍ بعيد، فهي شريفة قريش، "وأم المؤمنينوزوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أول امرأة تزوجها، وأول خلق الله أسلمبإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة" (أسد الغابة، ج1 ، ص1337بتصرف)، وقد لُقِّبت في الجاهلية بـ ( الطاهرة )، وعُرفت بالسيرة الكريمة،فكان أن اختارتها العنايةُ الربّانيّة لتكون زوجةً بارَّةً مخلصة لخاتمالأنبياء والمرسلين، محمّدٍ صلّى الله عليه وسلم.

والسيدة خديجة رضي الله عنها هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍبن عبد العزَّى بن قصي من الذؤابة، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، ولدتبمكة (68ق.هـ/ 3ق.هـ)، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسباً، وحسباً، وشرفاً،وقد نشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقلوالعفة، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجد الخامس، فهيأقرب أمهات المؤمنين إلى النبي.

حالها في الجاهلية:

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتخديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجاللتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمدبن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قل أن تسمع في الجاهليةبمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرا إلى الشاموتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.
وحينها قبل ذلك منها صلى الله عليه وسلم، وخرج في مالهاومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلمفي ظل شجرة قريبا من صومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذاالرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهلالحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم باع رسولالله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكةعلى خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.
وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وصفاتهالمتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، وتحكي السيدةنفيسة بنت منية قصة هذا الزواج فتقول:
"كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأةحازمة جلدة شريفة أوسط قريش نسبا وأكثرهم مالا، وكل قومها كان حريصا علىنكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسا إلىمحمد بعد أن رجع من الشام فقلت: يا محمد، ما يمنعك أن تزوج؟
فقال: ما بيدي ما أتزوج به.
قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟
قال: فمن هي؟
قلت: خديجة.
قال: وكيف بذلك؟
قلت: عليّ.
قال: وأنا أفعل.
فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا،وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، - وقيل إن الذي أنكحه إياها أبوهاخويلد - فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته، فتزوجها وهوابن خمس وعشرين سنه وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة. (انظر: صفة الصفوة، ج1،ص74 ، أسد الغابة، ج1 ، ص1337).

وكان قد قُدَّر لخديجة رضي الله عنها أن تتزوج مرتين قبلأن تتشرَّف بزواجها من رسول الله، وهي وإن كانت تزوجت مرتين، إلا أنها لمتطلَّق مرتين، بل مات عنها زوجاها،وكان زواجها الأول من عتيق بن عائذ بنعبد الله بن عمر بن مخزوم، وولدت له جارية فهي أم محمد بن صيفي المخزومي،ثم خلف عليها بعد عتيق بن عائذ أبو هالة التميمي، وهو من بني أسد بن عمروبن تميم، فولدت له هندا، وقيل العكس في هذا الترتيب، وقيل إن أبا هالةالتميمي اسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن جروةبن أسيد بن عمرو بن تميم. (انظر: أسد الغابة، ج1 ، ص1337).

وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وعاشتمعه خمساً وعشرين سنة، رُبع قرن، فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين منعمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسةوالستين، وكان عمره صلى الله عليه وسلم في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاهاالنبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعا، وهي وإن كانت في سن أمهصلى الله عليه وسلم، فقد كانت أقرب الزوجات إليه، فلم يتزوج عليها غيرهاطيلة حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم عليه السلام، فإنهمن مارية القبطية، فكان له منها صلى الله عليه وسلم: القاسم وبه كانيُكنّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

(مراجع أخرى:المعجم الكبير ج 22 ص 444 / المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 200 / سننالبيهقي الكبرى ج 7 ص 70 / الآحاد والمثاني ج 5 ص 380).


إسلامها

كانت خديجة رضي الله عنها قد ألقى الله في قلبها صفاءالروح ونور الإيمان والاستعداد لتقبل الحق، فحين نزل على رسول الله صلىالله عليه وسلم في غار حراء (اقرأباسم ربك الذي خلق) رجع ترجف بوادرهوضلوعه حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
وهنا قال لخديجة: "أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي"، وأخبرها الخبر، فردت عليه خديجة بما يطيب من خاطره ويهدأ من روعه فقالت:
"كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصلالرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين علىنوائب الحق".
ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهوابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتابالعربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيراقد عمي.
فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك.
قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.
فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا ذكر حرفا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو مخرجي هم؟".
قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. (الحديث في صحيح البخاري، ج4، ص1894).

ثم أرادت رضي الله عنها أن تتيقن وتتثبت مما جاء به رسولالله صلى الله عليه وسلم؛ فرغم أنها تعلم أنه حق، وقالت له: كلا أبشر،فوالله لا يخزيك الله أبدا.. إلا أنها أرادت اليقين كما قال إبراهيم لربهعز وجل: (بلى ولكن ليطمئن قلبي)، قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبيحكيم مولى الزبير: أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليهوسلم:
يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذاجاءك؟ قال: نعم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قد جاءني، فقالت: أتراهالآن؟ قال: نعم، قالت: اجلس على شقي الأيسر، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟قال: نعم، قالت: فاجلس على شقي الأيمن، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال:نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلسفقالت: هل تراه؟ قال: نعم، قال: فتحسرت وألقت خمارها فقالت: هل تراه؟ قال:لا، قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، اثبت وأبشر، ثم آمنت بهوشهدت أن الذي جاء به الحق. (عيون الأثر، ج1، ص165، سيرة ابن هشام، ج2،ص74، تاريخ الإسلام، ج1، ص31، سيرة ابن اسحاق، ج1، ص113، تاريخ الطبري،ج1، ص533، أسد الغابة، ج1 ، ص1339).

وعن ابن إسحاق أيضا قال: وكانت خديجة أول من آمن باللهورسوله وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها،إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رضي اللهعنها. (البداية والنهاية، ج3، ص23، سيرة ابن هشام، ج2، ص77 ، أسد الغابة،ج1 ، ص1339).

وعن أول إسلامها يحكي يحيى بن عفيف عن عفيف فيقول: جئت فيالجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب فلما ارتفعت الشمسوحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثماستقبل القبلة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلميلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفها، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفعالشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجد معه.
فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال لي: أتدري من هذا الشاب؟فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هذا بن أخي، وقال:تدري من هذا الغلام؟ فقلت: لا، قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، هذابن أخي، هل تدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا، قال: هذه خديجة ابنةخويلد زوجة بن أخي، هذا حدثني أن ربك رب السماوات والأرض أمره بهذا الدينالذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غيرهؤلاء الثلاثة. (سنن النسائي الكبرى، ج5، ص106، والرواية أيضا في مسند أبييعلى، والمعجم الكبير).


خديجة..العفيفة الطاهرة..

كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة رضي الله عنهاالشخصية صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما فيبيئة لا تعرف حراما ولا حلالا.. في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كانالبغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.. في بيئة جاهلية ويكفي ما تحويههذه الصفة وما تعبر عنه...
وفي ذات هذه البيئة ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأةالعظيمة هذا اللقب الشريف ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لقب صلى الله عليه وسلمأيضا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين" ولو كان لهذه الألقاب سمع أو انتشارفي هذا المجتمع آنذاك لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.

خديجة.. الحكيمة العاقلة..

وتلك هي السمة الثانية أو الملمح الآخر الذي تميز به شخصالسيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضياله عنها وصفتها بـ "الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتهاوعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانتقد عرفت عنه الصدق والأمانة.
ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة وذلك حينما فكرت فيالزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظماء الوجه؛ حيث أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسا عليه بعد أن رجع منالشام، ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.
وكونها رضي الله عنها من أوسط قريش نسبا، وأكثرهم مالا،وكان كل قومها حريصا على الزواج منها، وكان منهم من قد طلبها وبذل لهاالأموال.. ثم هي ترفض كل ذلك، وليس هذا فقط بل ترغب في الزواج وممن؟ منمحمد، ذلك الفقير.. المسكين.. اليتيم.. المعدم!! وهذا في حد ذاته عينالحكمة.
فلم تكن خديجة رضي الله عنها مراهقة حتى يقال أنها شغفتبه، بل كانت آنذاك في الأربعين من عمرها، وهو مبلغ العقل والحكمة فيالرجال والنساء، ولم تكن خديجة رضي الله عنها تعرفه منذ زمن بعيد حتى يقالأنها ألفته أو كانت تعرفه عن قرب، فإن بعثة تجارة الشام الوحيدة وحكايةميسرة عنه هي التي عرفتها به.
ثم هي وبعد الزواج نرى منها كمال الحكمة وكمال رجاحةالعقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قل أن نجدها في مثل هذهالأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجتبعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه،لماذا ياخديجة؟ وكيف استنتجتي ذلك..؟ فكان الجواب:
إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضعيف،وتعين على نوائب الحق.. إذ إن من وفقه الله لمثل ذلك وتخلق بمثل هذهالأخلاق - في رأيها - فلن يخزيه الله أبدًا ثم أخذته إلى ورقة بن نوفلليدركا الأمر، وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائجالمترتبة على هذه المقدمات، فيالها من عاقلة، ويالها من حكيمة!!


فضائلها رضي الله عنها

خير نساء الجنة:

لا شك أن امرأة بمثل هذه الصفات لا بد وأن يكون لها منالأفضال الكثير والكثير، والذي يعد في بعض الأحيان كنوع من رد الاعتبارلشخصها رضي الله عنها، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر منمناسبة بأنها خير نساء الجنة، فيروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة".(صحيح البخاري، ج 3، ص 1388).
وفي رواية اخرى مفصلة: عن بن عباس قال: خط رسول الله صلىالله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة، قال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: اللهورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنةخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحمامرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).
بل وجاء أيضا أنها رضي الله عنها من أفضل نساء العالمين،فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنتمحمد، وآسية امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج 15، ص 464).

ومن فوق سبع سموات.. يقرؤها ربها السلام:

ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبعسماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنهقال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، هذه خديجةقد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليهاالسلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب".(صحيح البخاري، ج3 ، ص 1389).

ويعلنها الرسول صراحة لزوجاته من بعدها.. إني قد رزقت حبها:

فكان حقا لهذه الطاهرة هذا الفضل وتلك المكانة عند رسولالله صلى الله عليه وسلم تسمو على كل العلاقات، وتظل غرة في جبين التاريخعامة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصة؛ إذ لم يتنكَّر صلى الله عليه وسلملهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعدوفاتها وفاء لها وردا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".
فلم يفعل مثل آلاف الأزواج اليوم من محاباة أو مجاملةالزوجة الثانية بذم الزوجة الأولى، فما بالنا وإن كانت الأولى في عدادالموتى؟؟!! ولنترك الحديث للزوجة الثانية عائشة رضي الله عنها إذ تقول: ماغرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها،قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بهاإلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها". (صحيح مسلم، ج 4، ص 1888).

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه صلى الله لم يكدينساها طيلة حياته وبعد وفاتها؛ إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها، وترويأيضا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلىالله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي صلى اللهعليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها فيصدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول:"إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1389).

وقد وصل من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه تعاهد بالبرلأصدقائها بعد وفاتها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلىالله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقةخديجة". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 467).

وأيضا تروي عائشة في ذلك فتقول:

جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقاللها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية،فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت:بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقبل علىهذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: "إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسنالعهد من الإيمان". (المستدرك على الصحيحين، ج1، ص 62).

فما أروع هذه الزيجة!! وما أروع هذين الزوجين!! وكأن اللهخلقهما لتأتم بهما الدنيا كلها، ويأتم بهما كل زوجة وزوج يريدان إصلاحاوفلاحا، فهذا هو آدم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي حواء في شخصالسيدة خديجة رضي الله عنها، وهذه هي الزيجة الربانية.. كما أرادها اللهوكما طبقها رسول الله..


خديجة.. نصير رسول الله..

وهذه السمة من أهم السمات التي تُميز شخص السيدة خديجة رضيالله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسولهصلى الله عليه وسلم، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته فيأحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرا أو مؤازرا أو معينا.. في أولىلحظات الرسالة..
فآمنت حين كفر الناس.. وصدقت حين كذّب الناس.. وواستهبالأنس والمال حين نفر عنه الناس.. تلك هي امرأة الشدائد؛ فكانت تمثل أعلىالقيم الأخلاقية والإيمانية تجاه زوجها صلى الله عليه وسلم فقدمت كل ماتملك..

لقد عاشت معه صلى الله عليه وسلم حلو الحياة ومرها، وكانتفيهما نعم الأنيس ونعم النصير، فقد كان شخص النبي صلى الله عليه وسلم كزوجمثل غيره من الأزواج؛ إذ لم يكن محاطا من أهوال الدنيا ومصائبها بسياج منالحماية أو الأمن أو الدعة، فتارة تحلو الحياة فنعم الحامدة الشاكرة هي،وتارة تكشر عن أنيابها وتبرز وجهها الآخر فكانت هي هي خديجة.. تؤازره..تشاركه الهم.. تهون عليه.. تواسيه.. وتمسح عنه بكف من حنان كل الآلاموالأحزان..

فها هي تتلقى خبره الأول يوم بدء الوحي.. يوم أن جاء بكلغريب لم تسمعه أذن من قبل.. يوم أن جاء بما سمعه غيرها فقال هذا إفكمبين.. تلقته وكأنها رأت ما رآه صلى الله عليه وسلم بأم عينها وسمعته بأمأذنها.. فقالت: ما كان كالماء الزلال في اليوم الصائف الهجير: كلا واللهما يخزيك الله أبداً... إنها تعلم الأسباب.. فلم تكفر العشير وإنَّ كُفرالعشير لمن النساء بمكان..
ثم هي رضي الله عنها تنتقل مع رسول الله صلى الله عليهوسلم من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار،فلم يزدها ذلك إلا حبا لمحمد وحبا لدين محمد صلى الله عليه وسلم، وتحدياوإصرارا على الوقوف بجانبه والتفاني في تحقيق أهدافه، فكانت هي خديجة..امرأة الشدة.. امرأة المحنة..
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني هاشم وبنيعبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد رضي الله عنها فيالخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتشاركه أعباء ما يحمل من أمرالرسالة الإلهية التي يحملها.. على الرغم من تقدمها بالسن، فقد ناءتبأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنه عاد إليها صباها، وأقامت في الشعب ثلاثسنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى". (موقع: الصحابة).

وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندا وعونا للرسول صلى اللهعليه وسلم في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله عز وجلرسوله محمد صلى الله عليه وسلم واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدر له فيمشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية من تضارعه أو على الأقل تشابههلتكون شريكا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواستهبنفسها ومالها في وقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد الاحتياج لتلكالمواساة والمؤازرة والنصرة.

ومن خلال ملامح شخصيتها السابقة هذه نستطيع - وبكل قوة -أن نصفها بملمح آخر يجمع ويعبر عن كامل شخصيتها، ألا وهو: خديجة.. الزوجةالمثالية.. فهي بالفعل أم المؤمنين، وقدوة المؤمنات.. تلك التي جسّدت خلقالمرأة المثالية في علاقتها مع زوجها من المودة والسكن.. والحبّ والوفاء..والبذل والعـطاء.. وتحمل المحن واشدائد دون تأفف أو تضجر.. فليت ثم ليتنساء المسلمين يقفون أثرها.. ويحذون حذوها.. ويخطون خطاها.
تلك الزوجة الصالحة التي يمكن أن تدفع زوجها إلى مدارجالكمال ومراتب العظمة، فكما يقولون: "وراء كل عظيم امرأة" فتُرى ما دورها؟لا شك أن دورها هو نفسه دور السيدة خديجة رضي الله عنها، تواسيه.. تخفِّفعنه.. تُشاركه آلامه وأحزانه.. تخفف عنه أعباء الحياة... تدفعه إلىالبطولة والعظمة.

فالمرأة الصالحة لا تقدَّر بثمن، وقد روي عن عبدالله بنعمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع، وخير متاعالدنيا المرأة الصالحة" (صحيح مسلم، ج2، ص1090)، وروي أيضا عن أبي هريرةرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير النساء التيإذا نظرت إليها سرتك، وإذا امرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسهاومالك". (مسند الطيالسي, ج1، ص306)، وتلك كانت أهم صفات السيدة خديجة رضيالله عنها.


وفاتها رضي الله عنها

تاقت روح السيدة خديجة رضي الله عنها إلى بارئها، وكان ذلكقبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة،وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده.
"ففي السنة العاشرة أول ذي القعدة وقيل: النصف من شوالتوفي أبو طالب، وكان عمره بضعا وثمانين سنة، ثم توفيت بعده خديجة بثلاثةأيام، وقيل بشهر، وقيل: كان بينهما شهر وخمسة أيام، وقيل: خمسون يوما،ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائزيومئذ، وقيل: إنها ماتت قبل أبي طالب.
وكان عمرها خمسا وستين سنة، وكان مقامها مع رسول الله صلىالله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعا وعشرين سنة وستة أشهر، وكان موتها قبلالهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف". (أسد الغابة، ج1 ، ص11).
وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي توفي فيهأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أيضا يدفع عنه ويحميهبجانب السيدة خديجة رضي الله عنها، فلقد حزن الرسول صلى الله عليه و سلمذلك العام حزنا شديدا حتى سُمي بعام الحزن، وحتى خُـشى عليه صلى الله عليهوسلم ومكث فترة بعدها بلا زواج.

ومن أبلغ ما جاء في خديجة رضي الله عنها وأود أن أختم به هذه القصة وهذا الرباط المبارك ما ترويه عائشة رضي الله عنها إذ تقول:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكر خديجة، فقالتله: لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، تقول عائشة:فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحيوإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب". (صحيح ابن حبان، ج 15 ص 468).

وتقول أيضا:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكنيسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرةإلى أن قلت: قد عوضك الله من كبيرة السن، قالت: فرأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم غضب غضبا سقط في جلدي، فقلت في نفسي: اللهم إنك إن أذهبت عنيغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكرها بسوء ما بقيت.
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد لقيت قال:"كيف قلت؟! والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس،ورزقت مني الولد إذ حرمتيه مني، فغدا بها علي وراح شهرا". (المعجم الكبيرج 23 ص 13).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:57 pm

فاطمة الزهراء بنت رسول الله وسيدة أهل الجنة


هي فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، صلى الله على أبيها وآله وسلم، ورضيعنها وأرضاها.
كانت تكنى بـ "أم أبيها" ، وتلقب بـ "الزهراء"، وكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحبهن إليه.
روت عن أبيها، وروى عنها ابناها وأبوهما وعائشة وأم سلمةوسلمى أم رافع وأنس وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها، رضي الله عنهمأجمعين (1).
وأمها خديجة بنت خويلد ابن أسد ابن عبد العزى ابن قصي، ولدتها وقريش تبنى الكعبة وذلك قبل النبوة بخمس سنين (2).

مناقبها رضي الله عنها:

مناقب فاطمة وفضائلها رضي الله عنها لا تكاد تعد أو تحصى،فلو ما ذكر منها سوى ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسولالله صلى الله عليه وسلم لكفتها:
"يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة" .(3)

ولكننا نعرض لأهم وأصح ما جاء في تلك المناقب، عساها تكوننبراسا تهتدي به نساء الأمة، وأسوة يقتفى أثرها، وقدوة لمن جعلت الآخرةهمها ومعادها.

شهادة عائشة لها :*

عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما رأيت أحدا أشبه سمتاودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى اللهعليه وسلم. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليهافقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليهاقامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها" (4).

* وعنها رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أفضل من فاطمة غيرأبيها، قالت -وكان بينهما شيء- فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب"وفي رواية قالت: "ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة" (5).

سيدة نساء الجنة:

* عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهلالجنة" (6).

* وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليهوسلم قال: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريمبنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون" (7).

سيدة نساء الأمة:

* عن عائشة أم المؤمنين قالت: "إنا كنا أزواج النبي صلىالله عليه وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلامتمشي لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمارآها رحب قال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارهافبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك، فقلت لهاأنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا ثمأنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك قالت:ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره. فلما توفي قلت لهاعزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم.فأخبرتني قالت: أما حين سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كانيعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجلإلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، قالت فبكيت بكائيالذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية قال: يا فاطمة، ألا ترضين أنتكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة" (حياة الصالحات 880207.


مكانتها من أبيها عليه الصلاة والسلام:

* عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" وفي رواية: "يريبني ما أرابهاويؤذيني ما آذاها" (9).

* وعن النعمان بن بشير: استأذن أبو بكر على المصطفى، فسمععائشة عاليا وهي تقول: "والله لقد عرفت أن فاطمة وعليا أحب إليك مني ومنأبي مرتين أو ثلاثا، فاستأذن أبو بكر فأهوى عليها، فقال: يا بنت فلان، ألاسمعتك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم" (10).

* وفي المسند من حديث أم سلمة قالت: " بينما رسول الله صلىالله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم إن عليا وفاطمة بالسدة، قالتفقال لي قومي فتنحي لي عن أهل بيتي، قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا،فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيينفوضعهما في حجره فقبلهما، قال واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليدالأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال: اللهم إليكلا إلى النار أنا وأهل بيتي" (11).

* وعن المسور بن مخزمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إن فاطمة بضعة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها وإني لست أحرم حلالا ولاأحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل واحدأبدا" (12).

* وأخرج أبو عمر عن ابن بريدة عن أبيه قال: "كان أحبالنساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي بن أبيطالب" (13).

زواجها رضي الله عنها:

إن من يتدبر بإمعان في قصة زواج فاطمة رضي الله عنها، وهيبنت إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين، وهي سيدة نساء أهل الجنة، وسيدةنساء الأمة، ليقف مشدوها من فرط ما يجد فيها من الدروس والعبر، ومن مواقفمثلى لما يجب أن تكون عليه نساء المسلمين وأسرهن في تيسير الزيجات، ورضابالقليل عند توافر الدين والخلق، وتواضع وصبر وقناعة... فيا ليت المسلميناليوم يجتهدون في العودة إلى عزتهم وسؤددهم، إلى الاقتداء ببيت النبوة،ويحرصوا على التأسي بخير الأنام وأهل بيته الطاهرين، عوض الانغماس فيبراثن التقليد والمباهاة، والتشبه بأهل الكفر والرذيلة، حتى آلت مجتمعاتهموأسرهم إلى شتى أنواع وأصناف التصدع والشقاق والانحلال، ناهيك عن استعصاءالتحصن بالزواج لكثير من بغاة العفاف والفضيلة.

* فعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال: "تزوجعلي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في رجب بعدمقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمسة أشهر، وبنى بها مرجعه منبدر، وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثماني عشر سنة" (14).

* وروى ابن سعد عن رجل سمع عليا يقول: "أردت أن أخطب إلىرسول الله، صلى الله عليه وسلم بنته فقلت: والله مالي من شيء. قال: وكيف؟قال ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه فقال: وهل عندك شيء؟ قلت: لا. قال:وأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قال: هي عندي. قال: فأعطهاإياها. قال فأعطاها إياها". (15).

* وعن عامر قال: قال علي: "لقد تزوجت فاطمة وما لي ولهافراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما ليولها خادم غيرها" (16).

* وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي "أن رسول الله، صلىالله عليه وسلم، لما زوجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليفورحائين وسقاء وجرتين. قال: فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتىقد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأناوالله قد طحنت حتى مجلت يداي. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ماجاء بك يا بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: مافعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتياه جميعا فقال علي: والله يا رسول اللهلقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد أتىالله بسبي وسعة فاخدمنا. قال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوىبطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم أنفق عليهم أثمانهم. فرجعافأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهماتكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا فقال: مكانكما،ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل:تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلىفراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين.قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله. فقال له بن الكواء: ولاليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة صفين" (17).

* وعن أبي البختري، قال: "قال علي لأمه فاطمة بنت أسد بنهاشم: اكفي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمة خارجاً وسقاية الماءالحاج، وتكفيك العمل في البيت العجن والخبز والطحن. قال أبو عمر: فولدت لهالحسن والحسين وأم كلثوم وزينب ولم يتزوج علي عليها غيرها حتى ماتت" (18).

وفاتها رضي الله عنها:

* عن أم جعفر "أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلمقالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرحعلى المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئاًرأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً فقالتفاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجال فإذا أنا مت فاغسلينيأنت وعلي ولا تدخلي علي أحداً. فلما توفيت جاءت عائشة تدخل، فقالت أسماء:لا تدخلي فشكت إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنترسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكرفوقف على الباب فقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثلهودج العروس؟ فقالت: أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت،وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك ثم انصرففغسلها علي وأسماء.
قال أبو عمر: فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها منالنساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ثم بعدها زينب بنت جحشرضي الله عنها صنع ذلك بها أيضاً.
وماتت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليهوسلم وكانت أول أهله لحوقاً به، وصلى عليها علي بن أبي طالب. وهو الذيغسلها مع أسماء بنت عميس ولم يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنيهغيرها" (19).
وتوفيت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها عليه أفضل الصلاة والتسليم بنحو ستة أشهر، قال الحافظ بن حجر:
"قال الواقدي: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون منشهر رمضان سنة إحدى عشرة. ومن طريق عمرة: صلى العباس على فاطمة ونزل فيحفرتها هو وعلي والفضل.
ومن طريق علي بن الحسين أن علياً صلى عليها ودفنها بليل بعد هدأه.
وذكر عن بن عباس أنه سأله فأخبره بذلك.
وقال الواقدي: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناسيقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيلوبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع" (20).

===================

المراجع
1- الإصابة (4/38).
2- الطبقات الكبرى (8/19).
3- متفق عليه (مشكاة المصابيح-6129).
4- رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.
5- رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح (مجمع الزوائد 4/183)‏.
6- رواه الترمذي (3714) وصححه الألباني.
7- صحيح الجامع : 1135.
8- البخاري ومسلم.
9- متفق عليه (مشكاة المصابيح–6130).
10- رواه أبو داود غير ذكر علي وفاطمة، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 4/183).
11- الإصابة (1/224) وله طرق في بعضها كساء وأصله في مسلم.
12- صحيح الجامع – 2115.
13- الإستيعاب (2/114).
14- الطبقات الكبرى (8/ 22).
15- الطبقات الكبرى (8/ 20). وقال الحافظ في "الإصابة": «أخرجه أحمد في مسنده وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عباس».
16- الطبقات الكبرى (8/22).
17- الطبقات الكبرى (8/ 25).
18- الإستيعاب (2/ 112).
19- الإستيعاب (2/ 114).
20- الإصابة (4/41).
--------------------------------------------------------------------------------

أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم

هي أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد.
تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلمابُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله" "تبت يدا أبي لهب" قال لهأبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخلبها، فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأم كلثوم أسن من رقية ومن فاطمة. وخالفه غيره والصحيحأنها أصغر من رقية لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج رقية من عثمانفلما توفيت زوجه أم كلثوم وما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى والله أعلم.

إسلامها:

أسلمت حين أسلمت أمها، وبايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي صلى الله عليهوسلم مع فاطمة وغيرها من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمانبعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.
وعن قتادة بن دعامة قال: تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلىالله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليهوسلم وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله عز وجل { تبتيدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتيبة و عتبة: رأسي من رأسكما حرام إنلم تطلقا ابنتي محمد وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب:طلقاهما يا بني فإنهما قد حبتا فطلقاهما.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

وعن ابن عباس رضي الله عنه عنهم: عن أم كلثوم بنت النبي الله صلى الله عليه و سلم أنها قالت:
يا رسول الله زوجي خير أو زوج فاطمة؟ قالت: فسكت النبي صلىالله عليه و سلم ثم قال:زوجك ممن يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله فولتفقال له: هلمي ماذا قلت؟ قال: قلت: زوجي ممن يحب الله ورسوله ويحبه اللهورسوله قال: نعم وأزيدك دخلت الجنة فرأيت منزله ولم أر أحدا من أصحابييعلوه في منزله.

زواجها:

لما توفيت رقية بنت رسول الله صلى اللهعليه وسلم خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله وكانت بكرا وذلكفي شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.
وروى سعيد بن المسيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأىعثمان بعد وفاة رقية مهموما لهفان فقال له: " ما لي أراك مهموما " قال: يارسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علي ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليهوسلم التي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بيني وبينك. فبينما هويحاوره إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عثمان هذا جبريل عليهالسلام يامرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقهاوعلى مثل عشرتها ". فزوجه إياها.
لما زوج النبي بنته أم كلثوم بعثمان قال لها إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد.
وتقول أم عياش أن رسول الله قال ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء.
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال لعثمان يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها.

وفاتها:

توفيت في شعبان في السنة التاسعة من الهجرة.
وعن أم عطية-قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلمونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلكإن رأيتن ذلك بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور. فإذافرغتن فآذنني ) فلما آذناه. فألقى إلينا حقوه. وقال ( أشعرنها إياه).
توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسعمن الهجرة وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها ونزل في حفرتهاعلي والفضل وأسامة.
وعن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلىالله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { منها خلقناكموفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } ثم لا أدري أقال بسم الله وفي سبيلالله وعلى ملة رسول الله أم لا.
وعن أنس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على قبرهايعني أم كلثوم وعيناه تدمعان فقال: "فيكم أحد لم يقارف الليلة". فقال أبوطلحة: أنا قال: "انزل
________________________________
المراجع:

الطبقات الكبرى - أسد الغابة - الإصابةفي تمييز الصحابة - المعجم الكبير - المستدرك - الطبقات الكبرى - الصواعقالمحرقة - سنن ابن ماجة - تفسير القرطبي - مسند أحمد بن حنبل - سير أعلامالنبلاء.


-------------------------------------------------------------------------------


أسماء بنت أبي بكر

مقدمة

هي أسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية، فهي ابنة أبي بكر الصديق وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى قرشية من بني عامر بن لؤي...
وزوجة الزبير بن العوام، ووالدة عبد الله بن الزبير بن العوام.
وكانت تلقب بذات النطاقين قال أبو عمر: سماها رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم- لأنها هيأت له لما أراد الهجرة سفرة فاحتاجت إلىما تشدها به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخرمنطقا، قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره.

قصة إسلامها:

عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلهاإيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية، فهي من السابقات إلى الإسلام، ولقد أسلمتبمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على الأيمان والتقوى، ولقد تربت علىمبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفات والده، ولقد أسلمت عن عمر لايتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنساناً..


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم

وفي أثناء الهجرة التي هاجر فيهاالمسلمين من مكة إلى المدينة، وظل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظرالهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة، فأذن الرسول صلى الله عليةوسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعةويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضيالله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد،وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقينرضي الله عنه، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لها الرسولصلى الله عليه وسلم: (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)،وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع،إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانتتأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غيرآبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة، لقد كانت تعلم أنها في رعاية اللهوحفظه ولم تخش في الله لومة لائم.

وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمةأيقظها طرق قوي على الباب، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران منعينيه، سألها عن والده، فأجابت: إنها لا تعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة علىوجهها طرحت منه قرطها..

ـ كانت الأم أسماء بنت أبي بكر حاملاًبعبـد الله بن الزبيـر، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة إلى المدينةعلى طريق الهجرة العظيم، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتىجاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كانينزلها المهاجرون من الصحابة، وحُمِل المولود الأول إلى الرسول -صلى اللهعليه وسلم- فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسولالكريم، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

لما خرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئًا...
فلما علم والده أبو قحافة برحيله - وكان ما يزال مشركاً - جاء إلى بيته وقال لأسماء:
والله إني لأراه قد فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه...
فقالت له:
كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثير، ثم أخذت حصىووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال و ألقت عليه ثوب، ثم أخذتبيد جدها - وكان مكفوف البصر - وقالت:
يا أبت، انظر كم ترك لنا من المال.
فوضع يده عليه وقال:
لا بأس... إذا كان ترك لكم هذا كله فقد أحسن.
وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ، وألا تجعله يبذل لهاشيئاً من ماله ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشرك عليها معروفاً حتى لوكان جدها

وروى عروة عنها، قالت: تزوجني الزبيروما له شيء غير فرسه ; فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي،وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- على رأسي - وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما، والنوى على رأسي،فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر، فدعاني، فقال: إخ، إخ،ليحملني خلفه ; فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته.
قالت: فمضى.
فلما أتيت، أخبرت الزبير. فقال: والله، لحملك النوى كانأشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتنيسياسة الفرس، فكأنما أعتقني

وعن ابن عيينة، عن منصور بن صفية، عنأمه، قالت: قيل لابن عمر إن أسماء في ناحية المسجد - وذلك حين صلب ابنالزبير - فمال إليها، فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عندالله ; فاتقي الله واصبري.
فقالت: وما يمنعني، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

وفي خلافة ابنها عبد الله أميراًللمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أميأسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم،فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم،وجعل لها بابين، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصح ابنها ليعمل بأمرالله ورسوله..

وقبيل مصرع عبد الله بن الزبير بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف بصرها - فقال:
السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته.
فقالت: وعليك السلام يا عبدا لله...
ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا؟!
قال: جئت لأستشيرك.
قالت: تستشيرني... في ماذا؟!
قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبةبما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل منرجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين...
وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟
فعلا صوتها وقالت:
الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك...
فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعوا إلى حق،فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك...
وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.
قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني أمية.
قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.
قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لايؤلمها السلخ فأشرقت أسارير وجهه وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبكالجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، واللهيعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبابالدنيا وزينتها، وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه...
وهاأنذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله قالت: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.
قال: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولاعمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلممسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل...
لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.
فقالت: الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب...
اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك.
بعض المواقف من حياتها مع التابعين:
يقول ابن عيينة: حدثنا أبو المحياة، عن أمه، قال: لماقَتَلَ الحجاجُ ابنَ الزبير دَخَلَ على أسماء وقال لها: يا أمه، إن أميرالمؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟ قالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوبعلى رأس الثنية، وما لي من حاجة ; ولكن أحدثك: سمعت رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- يقول: يخرج في ثقيف كذاب، ومبير، فأما الكذاب، فقد رأيناه -تعني المختار - وأما المبير، فأنت.
فقال لها: مبير المنافقين!!


أثرها في الآخرين

كانت رضي الله عنها تؤتى بالمرأةالموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: أبردوها بالماء، فإنها من فيح جهنم.

وفي وقت رمي جمرة العقبة للضعفاء الذينيرخص لهم في ترك الوقوف بالمزدلفة: عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكررضي الله عنها {أنها قالت: أي بني، هل غاب القمر ليلة جمع؟ وهي تصلي،ونزلت عند المزدلفة. قال: قلت لا فصلت ساعة، ثم قالت: أي بني، هل غابالقمر؟ أو قد غاب، فقلت نعم قالت: فارتحلوا إذا، فارتحلنا بها حتى رمتالجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزله. فقلت له: أي هنتاه لقد غلستنا قالت:كلا يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن{.
ويروي عن هشام، بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها كانت تلبس الثياب المعصفرات وهي محرمة، ليس فيهن زعفران.

وعن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: مارأيت أسماء لبست إلا المعصفر، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت لتلبس -الثوب يقوم قياما من العصفر.
وعن ابن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: {إن نبي اللهصلى الله عليه وسلم، أخذ حريرا في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في يساره، ثمقال إن هذين حرام على ذكور أمتي}
بعض الأحاديث التي نقلتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس؟فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت: سبحان الله قلت: آية فأشارتبرأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد اللهَعز وجل النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكنأريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون فيقبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقالما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماءفيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمدثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتابلا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته..
ويحدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت
قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليهوسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهي راغبة أفأصل أمي قالنعم صلي أمك..

ما قيل عنها:

عن القاسم بن محمد قال: سمعت ابنالزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء ; وجودهما مختلف: أماعائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه،وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئا لغد.

الوفاة:

قال ابن سعد: ماتت بعد ابنها بليال. وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
============================
المراجع:

الإصابة في تمييز الصحابة
موقع الصحابة
سير أعلام النبلاء
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
صحيح مسلم بشرح النووي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:58 pm

السيدة سودة بنت زمعة
مقدمة

هيسودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين وهي أول امرأة تزوجهاالنبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وأمها الشموس بنت قيسبن عمرو النجارية.


إسلامها

أسلمت قديماوبايعت وكانت عند ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا وهاجرواجميعا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها وقيل:مات بالحبشة فلما حلت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها.

زواجها من النبي صلى الله علي وسلم:


عن ابن عباسقال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت فيالمنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرتزوجها بذلك فقال وأبيك لإن صدقت روئتك لأموتن وليتزوجنك رسول الله صلىالله عليه وسلم فقالت حجرا وسترا - تنفي عن نفسها ذاك - ثم رأت في المنامليلة أخرى أن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقالوأبيك لإن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكىالسكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات وتزوجها رسول الله صلىالله عليه وسلم.

قالت خولةبنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون: أي رسول الله ألا تزوج قال:"ومن؟" قلت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال: "فمن البكر" قلت: ابنة أحب خلقالله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب" قلت: سودة بنت زمعة بن قيسآمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "اذهبي فاذكريهما علي" فجاءت فدخلتبيت أبي بكر......

ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة فقلتُ: يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك قالت: أرسلني رسولالله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وددت ادخلي على أبي فاذكري ذلكله قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبدالله أرسلني أخطب عليه سودة . قال: كفء كريم فماذا تقول صاحبتك قالت: تحبذلك . قال: ادعيها . فدعتها فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفءكريم أفتحبين أن أزوجك قالت: نعم. قال: فادعيه لي، فدعته فجاء فزوجها...

موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عيه وسلم:

عن عائشةقالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها عبد بنزمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يومأحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنتزمعة.

من ملامح شخصيتها:

حبها للصدقة:

عن عائشةقالت اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا يا رسول اللهأينا أسرع لحاقا بك قال أطولكن يدا فأخذنا قصبة نذرعها فكانت سودة بنتزمعة بنت قيس أطولنا ذراعا قالت وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانتسودة أسرعنا به لحاقا فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة وكانتامرأة تحب الصدقة.

فطنتها:

آثرت بيومهاحب رسول الله تقربا إلى رسول الله وحبا له وإيثارا لمقامها معه فكان يقسملنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها،فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضى رسول الله
وعن النعمان بن ثابت التيمي قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة إعتدي فقعدت له علىطريقه ليلة فقالت يا رسول الله ما بي حب الرجال ولكني أحب أن أُبعث فيأزواجك فأرجعني قال فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم

عن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة قال قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلىالله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلكقبل أن يضرب عليهم الحجاب قالت قدم بالأسارى فأتيت منزلي فإذا أنا بسهيلبن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه فلما رأيته ما ملكت نفسي أنقلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما قالت فوالله ما نبهني إلا قولرسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل البيت أي سودة أعلى الله وعلى رسولهقلت يا رسول الله والله إن ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت.
وعن ابن عباس قال ماتت شاة لسودةبنت زمعة فقالت: يا رسول الله ماتت فلانة يعني الشاة فقال فلولا أخذتممسكها فقالت نأخذ مسك شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلمإنما قال الله عز وجل { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلاأن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير } فإنكم لا تطعمونه ان تدبغوهفتنتفعوا به فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته فأخذت منه قربة حتى تخرقتعندها
وعن عائشة قالت: استأذنت سودةبنت زمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل ان يدفعفأذن لها وقال القاسم وكانت امرأة ثبطة قال القاسم الثبطة الثقيلة فدفعتوحبسنا معه حتى دفعنا بدفعه قالت عائشة فلأن أكون استأذنت رسول الله كمااستأذنت سودة فأدفع قبل الناس أحب إلي من مفروح به

مواقفها مع الصحابة موقفها مع عمر رضي الله عنه

روى الإمامأحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهاقالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى علىمن يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينافانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيبيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعضحاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرقفي يده ما وضعه فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن.

موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها

قالت عائشةدخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة فجئتبها فقلت كلي فقالت ما أنا بذائقتها فقلت والله لتأكلين منها أو لألطخنمنها بوجهك فقالت ما أنا بذائقتها فتناولت منها شيئا فمسحت بوجهها فجعلرسول الله يضحك وهو بيني وبينها فنتاولت منها شيئا لتمسح به وجهي فجعلرسول الله يخفض عنها ركبته وهو يضحك لتستقيد مني فأخذت شيئا فمسحت به وجهيورسول الله يضحك.

موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة

عن خليسةمولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة ومزحهما معها بأن الدجالقد خرج فاختبأت في بيت كانوا يوقدون فيه واستضحكتا وجاء رسول الله فقال ماشأنكما فأخبرتاه بما كان من أمر سودة فذهب اليها فقالت يا رسول الله أخرجالدجال فقال لا وكأن قد خرج فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت

بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم

روى البخاري بسنده عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا"


وعنها رضيالله عنها قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي شيخكبير لا يستطيع أن يحج قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منهقال نعم قال الله أرحم حج عن أبيك


وعنها رضيالله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الناس حفاة عراةغرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان فقلت: يبصر بعضنا بعضا ؟ فقال: شغلالناس {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}


وعنها رضي الله عنها أنها نظرت في ركوة فيها ماء فنهاها رسول الله عن ذلك وقال: إني أخاف عليكم منه الشيطان
أثرها في الآخرين:

ممن روى عنهامن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس ، وعبد الله بنالزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعًا، وممن روى عنها من التابعين يحيىبن عبد الله بن عبد الرحمن ، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام...

وفاتها رضي الله عنها

توفيت السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها وأرضاها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

===========================
من مراجع البحث:

الطبقات الكبرى........... ابن سعد
أسد الغابة................ ابن حجر
البداية والنهاية............ ابن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:59 pm

ام سلمة



هي هند بنت أبي أمية - واسمه حذيفة وقيل سهل - ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة..

بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ تقول أم سلمة:لما توفي أبو سلمة ، أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كيف أقول؟قال: قولي: اللهم اغفر لنا وله، وأعقبني منه عُقبى صالحة فقلته، فأعقبنيالله محمدا -صلى الله عليه وسلم-.

ـ فلما خطبنيالنبي -صلى الله عليه وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن،وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأماالعيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخلعليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث.والحديث في الصحيح من طرق..

ـ وعن أم كلثوم ،قالت: لما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة ، قال لها: إني قدأهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة، وإني أراه قد مات، ولا أرى الهديةإلا سترد، فإن ردت، فهي لك. قالت: فكان كما قال، فأعطى كل امرأة من نسائهأوقية، وأعطى سائره أم سلمة والحلة.

ـ وكان لها يومالحديبية رأي صائب يدل على وفور عقلها فعندما عقد الصلح مع مشركي مكة كانكثير من المسلمين غير راضين عن بعض شروطه، فلما أمرهم رسول الله صلى اللهعليه وسلم بالتحلل تأخروا في الاستجابة فشق ذلك على رسول الله صلى اللهعليه وسلم ودخل على أم سلمة وذكر لها الأمر فقالت: يا نبي الله اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام صلى اللهعليه وسلم ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون.

ـ وفي بيتها نزلقوله تعالى: (( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركمتطهيراً )) فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسنوالحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟قال: بلى إن شاء الله.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

ـ عن زياد بن أبي مريم قال:قالت أم سلمة لأبي سلمة:
بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهومن أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذاماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوجبعدي.

قال: أتطيعيني؟قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال:اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.
قالت:فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمةقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبةفليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها".وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فمازلت حتى قلتها... فذكرت القصة.

ـ تروي أم سلمة-رضي الله عنها- قصة هجرتها إلى المدينة فتقول لما أجمع أبو سلمة الخروجإلى المدينة رحّل بعيراً له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقودبعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالو هذه نفسك غلبتنا عليه،أرأيت صاحبتنا هذه، علامَ نتركك تسير بها في البلاد؟)000ونزعوا خطامالبعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا إلى سلمةوقالو والله لا نترك ابننا عنده، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبواابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسنيبنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرق بينيوبين زوجي وابني000

فكنت أخرج كلّغداة، وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبه، حتى مرّ بيرجل من بني عمي فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة ألا تخرجون من هذهالمسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنه؟)000فقالو الحقي بزوجك إنشئت )000وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني000
فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثمخرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي من أحد من خلق الله، فكنت أبلغ من لقيت،حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال أين يابنت أبي أمية؟)000قلت أريد زوجي بالمدينة )000فقال هل معك أحد؟)000فقلت لاوالله إلا الله، وابني هذ؟)000فقال والله ما لك من منزل )000فأخذ بخطامالبعير، فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه،وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى الشجرة، فاضطجع تحته، فإذا دناالرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال اركبي )000فإذا ركبتواستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلكحتى قدم بي المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال إنزوجك في هذه القرية )000
وكان أبو سلمة نازلاً به، فيستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنه معه، بكل بهجة وسرور، وتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرّق وتشتّت وأهوال000

ـ أرسلت إلىالسيدة عائشة ناصحة لها لما عزمت على الخروج إلى وقعة الجمل تطلب منهالزوم بيتها، ومما قالته لها: لو قيل لي يا أم سلمة ادخلي الجنة لاستحييتأن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتكة حجاباً ضربه علي، فاجعليهسترك وقاعة بيتك حصنك.

ـ لما أنزل توبتأبو لبابة على رسوله من آخر الليل وهو في بيت أم سلمة فجعل يبتسم فسألتهأم سلمة فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة فاستأذنته أن تبشره فأذن لهافخرجت فبشرته فثار الناس اليه يبشرونه وأرادوا أن يحلوه من رباطه فقالوالله لا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج رسول الله صلىالله عليه وسلم الى صلاة الفجر حله من رباطه رضي الله عنه وأرضاه ـ ويرويسعيد بن جمهان، أن سفينة، قال: اشترتني أم سلمة وأعتقتني واشترطت علي انأخدم النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت، فقلت: أنا ما أحب أن أفارق النبيصلى الله عليه وسلم ما عشت.

وروى البخاري فيصحيحة أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة فاجتمع أزواجه إلى أمسلمة وقلن لها قولى له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان فقالت أم سلمة فلمادخل على قلت له ذلك فأعرض عنى ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ثم لمادار إليها قالت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزلعلي الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها

مواقف من حياتها مع التابعين:

ويروي عوف بن أبيجميلة الأعرابي، قال: كان الحسن وهو الحسن البصري ابناً لجارية أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكىالحسن بكاءً شديداً فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فأخذته فوضعتهفي حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه، فكان يقال: إن المبلغ الذيبلغه الحسن من الحكمة من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلىالله عليه وسلم.

بعض الأحاديث التي نقلتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ عن زينب ابنة أمسلمة عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذااحتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعنيوجهها وقالت يا رسول الله أوتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبههاولدها....

ـ وعن هند بنت الحارث أن أم سلمة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم
قال ابن شهاب فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.

ـ وأخبر عن أمسلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبهمصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم أجرني فيمصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبوسلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلىالله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلمقالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني لهفقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنهاوأدعو الله أن يذهب بالغيرة..

ـ قالت زينب سمعت أمي أم سلمة تقول

جاءت امرأة إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنهازوجها وقد اشتكت عينها أفنكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا ثم قال إنما هي أربعة أشهر وعشر وقد كانتإحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول
قال حميد قلت لزينب
وما ترمي بالبعرة على رأس الحول فقالتزينب كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمسطيبا ولا شيئا حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طير فتفتض بهفقلما تفتض بشيء إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ثم تراجع بعد ماشاءت من طيب أو غيره.

وفاتها رضي الله عنها:

هي آخر أمهاتالمؤمنين موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة،وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عنالجيش الذي يخسف به، وكان ذلك حين جهز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكرالشام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قولالواقدي.
وكذلك ما حكى ابن عبد البر أن أم سلمةأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين، أو سنة إحدى أواثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويلهبأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها. والله أعلم.
ودفنت بالبقيع.

المراجع:

الإصابة في تمييز الصحابة
صحيح مسلم بشرح النووي
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
موقع أعلام النساء
سير أعلام النبلاء
البداية والنهاية
حلية الأولياء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:59 pm

جويرية بنت الحارث



مقدمة

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمةهو المصطلق من خزاعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سباها رسول الله صلىالله عليه وسلم يوم المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس منالتاريخ، وقيل في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانتقبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي.
وعن بن إسحاق قال: وجويرية بنت الحارث كان اسمها برة بنت الحارث بن أبيضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، من خزاعة، كانت عند بن عم لهايقال له مسافع بن صفوان بن ذي الشفر.
وعن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة وغيّره صلىالله عليه وسلم فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. صحيحعلى شرط مسلم ولم يخرجاه.

حالها في الجاهلية:

كانت سيدة نساء قومها، وكان أبوها قائد بني المصطلق الذين كانوا يجمعون للنبي صلى الله عليه وسلم:

عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قدحدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارثزوج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلمخرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" من ناحية قديد إلىالساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل الحارث بن أبيضرار أبو جويرية، وقتل من قتل منهم ونفل الله رسوله أبناءهم ونساءهم، وكانرسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب منهم سبيا كثيرا قسمه في المسلمين،وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيدة نساءقومها.

عمرها عند الإسلام:

قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته - وكانت مولاة جويرية بنتالحارث - عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليهوسلم وأنا ابنة عشرين سنة، قالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنةخمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.

قصة إسلامها:

كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول صلىالله عليه وسلم، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بنقيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساءقومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منهاوقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيتها:

كان لا بد أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم أثر كبير في تربيتها، حتىأعدها لتكون أمّا للمؤمنين، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانتتصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول صلى اللهعليه وسلم بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتى الشروق كما كانالرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.


أهم ملامح شخصيتها

أعظم امرأة بركة على قومها:

عن عائشة قالت: لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلقوقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه،فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذتبنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فوالله ماهو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها، وعرفت أن رسول الله صلىالله عليه وسلم سيرى منها مثل ما رأيت، فقالت جويرية: يا رسول الله، كانمن الأمر ما قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلمأستعينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما هو خير من ذلك؟ فقالت:وما هو؟ قال: أتزوجك وأقضي عنك كتابتك، فقالت: نعم، قال: قد فعلت.
قالت {عائشة}: فبلغ المسلمين ذلك قالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليهوسلم! فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق، قالت: فلقد عتقبتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: فما أعلم امرأة كانت أعظمبركة على قومها منها.

حرة أبية.. تكره الرق والعبودية..

ويظهر هذا واضحا جليا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، فكاتبتعلى نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه على مبلغمن المال تدفعه له مقابل عتقها، رغم أنها لم تكن تملك ما تفك به نفسها؛ إذأنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يعينها على المكاتبة.
حليمة.. تعتق من حر مالها..
عن مجاهد عن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا نبي الله،أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أعطيهأخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك.

ومن الذاكرات..

فقد ورد أنها كانت تذكر الله من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، وجاء فيالحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهي في مصلاها، ثم رجعحين تعالى النهار وهي ما زالت في مكانها تذكر الله، فقال لها: لم تزالي فيمصلاك منذ خرجت؟ فأجابته: نعم، فقال لها صلى الله عليه وسلم: قد قلت بعدكِأربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، وذكر باقيالحديث وهو سيرد قريبا.


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم

أفطري..

عن أبي أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليهوسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال:تريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري.

لم تزالي في مصلاك منذ خرجت..؟

عن بن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث - وكان اسمها برة فحول النبي صلىالله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة - قالت:خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في مصلاي، فرجع حين تعالى النهار وأنافيه فقال: لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟ قلت: نعم، قال: قد قلت أربع كلماتثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضانفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.

وعن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت: أتى علي رسول الله صلى الله عليهوسلم وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال: ما زلت قاعدة؟قالت: قلت: نعم، قال: ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو لو وزن بهنوزنتهن؟
سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات.

ألم أعظم صداقك..؟

عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنأزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنماأنت ملك يمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أعظم صداقك؟ ألمأعتق أربعين رقبة من قومك؟

هل من طعام..؟

عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي صلى الله عليهوسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال: هل من طعام؟قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتيمن الصدقة، فقال: قربيه فقد بلغت محلها.


بعض المواقف من حياتها مع الصحابة

مع عمر وفرضه لها ستة آلاف:

عن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف وفرض لأمهاتالمؤمنين في عشرة آلاف عشرة آلاف، ففضل عائشة بألفين لحب النبي صلى اللهعليه وسلم إياها إلا السبيتين صفية بنت حيى وجويرية بنت الحارث فرض لهماستة آلاف، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهن أم عبد.

بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم

عن الطفيل بن أخي جويرية عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبا من نار.

عن مولى لجويرية عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يأكل الطعام حتى يذهب فورة دخانه.

أثرها في الآخرين

عن المهاجر أبي الحسن عن كلثوم بن عامر أن جويرية بنت الحارث توضأت فأردتأن أتوضأ بفضل وضوئها فنهتني، ففي هذا النهي تعليم لكلثوم رضي الله

بعض كلماتها

قال ابن عمر: و حدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث:رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسيرمن يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدا من الناس حتى قدم رسولالله صلى الله عليه و سلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجنيوالله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلابجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله عز و جل.


الوفاة

قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال: توفيت جويريةبنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسينفي إمارة معاوية، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة.

قال بن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته - وكانت مولاة جويرية بنتالحارث - عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليهوسلم وأنا ابنة عشرين سنة، قالت: توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنةخمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.

توفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين.

المصادر:

الاستيعاب - المستدرك - المعجم الكبير - صحيح البخاري - صحيح مسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:02 pm

أسماء بنت عميس

هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلىخثعم الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجهاجعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهدبمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا. ثم توفي عنهافتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعىأم المحمدين. وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت. وهي أخت ميمونة أم المؤمنين.


إسلامها:


أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسولالله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة معزوجها جعفر بن أبي طالبأثر الرسول في تربيتها

عن أسماء بنت عميس قالت "كنت صاحبةعائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فماوجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيتمنه فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك
فقلت: لا نشتهيه
فقال: لا تجمعن كذبا وجوعا
فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبا
فقال: إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة"


من ملامح شخصيتها


ابتكارها وإبداعهاعنأم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرحعلى المرأة الثوب فيصفها قالت يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيتهبالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسنهذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي.من مواقفها مع الرسول


عن ابن عباس بينما رسول الله صلى اللهعليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال ( يا أسماء هذا جعفر معجبريل وميكائيل مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم فردي عليهالسلام وقال إنه لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون فأخذ اللواءبيده اليمنى فقطعت ثم أخذ باليسرى فقطعت قال فعوضني الله من يدي جناحينأطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها.


وعن أسماء قالت دخل علي رسول الله صلىالله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول اللهأبلغك عن جعفر شيء قال ( نعم قتل اليوم ( فقمنا نبكي ورجع فقال ( اصنعوالآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم )


قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسولالله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلىالله عليه وسلم على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآنفبركت فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشةمع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلمفقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا فأتت النبي صلى الله عليه وسلمفقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار قال: ومم ذاك؟ قالت: لأنهنلا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية: { إن المسلمينوالمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين }

من مواقفها مع الصحابة


موقفها مع أبي بكر

عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه:أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهيتحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقاللم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها منذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجلبعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان موقفها مع علي


قال الشعبي تزوج علي أسماء بنت عميسفتفاخر أبناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما أبي خير منأبيك فقال علي يا أسماء اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا كان خيرا من جعفرولا كهلا خيرا من أبي بكر فقال علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذالمقتك فقالت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار موقفها مع عمر بن الخطاب


عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشةفقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسولالله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداءأما والله لأذكرن ذلك لرسول الله فأتته فقال للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان


موقفها مع عائشة


قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس عليدينار و ثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجدما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هوبصدقة تصدق بها علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسماحسنا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسنبعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم


عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسولالله إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: سبحان الله هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأتصفارة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاءغسلا ثم توضأ فيما بين ذلك

عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر أبو بكر لرسول الله فقال رسول الله فلتغتسل ثم لتهل
عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسولالله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكربالله الله ربي لا أشرك به شيئا"


وفاتها:


توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.


المصادر:


الوافي بالوفيات - الطبقات الكبرى - الدرُّ المنثور - سير أعلام النبلاء - تفسير الطبري - تفسير البغوي - صحيح مسلم - المستدرك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:02 pm

رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم



رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهم.

رقية بنت سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية.

كانرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهبوكانت دون العاشرة وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب فلما نزلت سورةتبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب:فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى وهوانالابني أبي لهب.(1)


إسلامها وهجرتها إلي الحبشة:


وقد أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي وأخواتها حين بايعه النساء


وولدت السيدةرقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثين وبعث النبي وعمره أربعينوأسلمت رقية مع أمها خديجة فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات.


وكانت تكنى بأم عبد الله وتكنى بذات الهجرتين (هجرة الحبشة وهجرة المدينة)


ولماأراد عثمان بن عفان رضي الله عنه الخروج إلى أرض الحبشة قال له رسول اللهصلى الله عليه و سلم: اخرج برقية معك قال: أخال واحد منكما يصبر على صاحبهثم أرسل النبي صلى الله عليه و سلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهمافقال: إئتني بخبرهما فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و عندهأبو بكر رضي الله عنه فقالت: يا رسول الله أخرج حمارا موكفا فحملها عليه وأخذ بها نحو البحر فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): يا أبا بكرإنهما لأول من هاجر بعد لوط و إبراهيم عليهما الصلاة و السلام.(2)


زواجها من عثمان رضي الله عنه:


شاءتقدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانيةالذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بنعفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم.وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعههمسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزهالله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرفالمصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته،وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقلعروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشدالغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.


ودخلترقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاًصعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقيةرضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه،وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.(3)


وفاتها:


وتوفيت السيدةرقية (رضي الله عنها وأرضاها ) عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله (صلىالله عليه وسلم) من بدر ودفنت بالمدينة وذلك أن عثمان استأذن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية وتوفيترقية يوم قدوم زيد بن حارثة العقيلي من قبل يوم بدر.(4)


توفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع.


رحم الله رقيةبطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمهاوأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى

المجاهدين الذينبذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحقوالتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله..



المصادر:


1- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1352 ]


2- المستدرك [ جزء 4 - صفحة 50 ]


3 - انظر نساء أهل البيت، ص 496-498. وانظر بنات النبي،ص 48-49. وانظر الأعلام، ص31-3


4- الثقات لابن حبان [ جزء 2 - صفحة 144 ]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:03 pm

زينب بنت جحش

هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر ابنأسد بن خزيمة. وأمها أميمة عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم وكانت زينببنت جحش رضي الله عنها من المهاجرات الأُول وكانت كثيرة الخير والصدقةوكان اسمها أولا بره فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب وكانت تكنى بأمالحكم قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينبوأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة. وكانت من سادةالنساء ديناً وورعاً وجوداً ومعروفاً رضي الله عنها. تزوجها الرسول اللهصلى الله عليه وسلم وزوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش، وأصدقها رسول اللهصلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى رسولالله صلى الله عليه وسلم وفيها أنزل الله تبارك وتعالى: "وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُفَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا"


وأولم على زينب بنت جحش بشاة واحدة فكفت الناس قال أنس ابن مالك: ولم نره أولم على امرأة من نسائه بأكثر من ذلك.


من ملامح شخصيتها:


لقد كان زينب بنت جحش صوامة قوامةكثيرة الصدقة تعمل بيدها وتتصدق كما قالت عنها السيدة عائشة وكان يقاللها: أم المساكين. ولما حضرتها الوفاة قالت إني قد أعددت كفني فإن بعث ليعمر بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بحقوتيفافعلوا. ـ وعن عائشة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه: " يتبعنيأطولكن يدا " فكنا إذا اجتمعنا بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول ; فلمنزل نفعله حتى توفيت زينب، وكانت امرأة قصيرة، لم تكن - رحمها الله -أطولنا ; فعرفنا أنما أراد الصدقة. <217>
وكانت من صناع اليد، فكانت تدبغ، وتخرز، وتصدق.


ـ وعن برزة بنة رافع قالت لما جاءالعطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها فلما دخل عليها قالت غفر اللهلعمر لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني قالوا هذا كله لك
قالت سبحان الله واسترت دونه بثوبوقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا فصبوه وطرحوا عليه ثوبا فقالت لي أدخلي يدكفاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان وآل فلان من أيتامها وذوي رحمهافقسمته حتى بقيت منه بقية فقالت لها برزة غفر الله لك والله لقد كان لنافي هذا حظ قالت فلكم ما تحت الثوب قالت فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانيندرهما ثم رفعت يديها فقالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا قالفماتت.


من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم:


قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليهوسلم: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى اللهعليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معيفي مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدلفي ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلمأي بنية ألست تحبين ما أحب؟ فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حينسمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليهوسلم فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمةوالله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليهوسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تسامينيمنهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرافي الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشدابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عداسورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله صلىالله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها علىالحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليهوسلم فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبيقحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليهوسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسولالله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبهاحين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنةأبي بكر..

وعن جابر قال: أن النبي صلى الله عليهوسلم رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابهفقال لهم "إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهلهفإنه يضمر ( أي يضعفه ويعلله ) ما في نفسه ".

وعن صفية بنت حيي أن النبي صلى اللهعليه وسلم حج بنسائه فبرك بصفية جملها فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليهوسلم لما أخبروه فجعل يمسح دموعها بيده وهي تبكي وهو ينهاها فنزل رسولالله صلى الله عليه وسلم بالناس فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: "افقري أختك جملا " - وكانت من أكثرهن ظهرا - فقالت: أنا أفقر يهوديتك فغضبصلى الله عليه وسلم فلم يكلمها حتى رجع إلى المدينة ومحرم وصفر فلم يأتهاولم يقسم لها ويئست منه فلما كان ربيع الأول دخل عليها فلما رأته قالت: يارسول الله ما اصنع قال: وكان لها جارية تخبئها من رسول الله صلى الله عليهوسلم فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سريرهاوكان قد رفع فوضعه بيده ورضي عن أهله.


بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:


موقفها مع زيد بن حارثة عن أنس قاللما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بنحارثة اذهب فأذكرني لها فلما قال ذلك عظمت في نفسي فذهبت إليها فجعلت ظهريإلى الباب فقلت يا زينب بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكركفقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أوامر ربي عز وجل فقامت إلى مسجد لها فأنزلالله عز وجل هذه الآية فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فجاء رسول اللهصلى الله عليه وسلم فدخل بغير إذن. موقفها مع السيدة عائشة: ـ تقول السيدةعائشة رضي الله عنها لما تكلم الناس في حادث الإفك سأل الرسول صلى اللهعليه وسلم زينب بنت جحش عن أمري. فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علمت إلاخيراً وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمهاالله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.

ـ وقال عطاء، عن عبيد بن عمير يقول:سمعت عائشة تزعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمكث عند زينب بنتجحش، ويشرب عندها عسل. فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها، فلتقل:إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير! فدخل على إحداهم، فقالت له ذلك.قال: بل شربت عسلا عند زينب، ولن أعود له. فنزل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّلِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى قوله: إِنْ تَتُوبَا - يعني:حفصة وعائشة. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ قوله: بل شربت عسل.

ـ وهجر رسول الله صلى الله عليه و سلمنساءه شهرا و كان السبب في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذبح ذبحافأمر عائشة أن تقسم بين أزواجه فأرسلت إلى زينب بنت جحش نصيبها فردته قال:[ زيديها] فزادتها ثلاثا كل ذلك ترده فقالت عائشة: قد أقمأت وجهك فقالرسول الله صلى الله عليه و سلم: [ أنتن أهون على الله من أن تغضبن لا أدخلعليكن شهرا ]! فدخل عليهن بعد مضي تسع و عشرون يوما.

ـ بعض الأحاديث التي رواتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أنالنبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويلللعرب من شر اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ). وحلق بإصبعهالإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفيناالصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث..

ـ وأخبر عبد الرحمن بن القاسم عنالقاسم عن زينب بنت جحش قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إنها مستحاضةفقال تجلس أيام أقرائها ثم تغتسل وتؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصليوتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل وتصليهما جميعا وتغتسل للفجر..


ـ وعن أم حبيبة أنها حدثته عن زينببنت جحش قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق علىأمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضئون..


ما قيل عنها:


تقول السيدة عائشة: يرحم الله زينبلقد نالت شرف الدنيا الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه ونطق به القرآنوإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله: " أطولكن يدا أسرعكنلحوقا بي " فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهيزوجته في الجنة.

ـ وعن عبد الله بن شداد أن رسول اللهقال لعمر "إن زينب بنت جحش أواهة" قيل: يا رسول الله، ما الأواهة؟ قال:"الخاشعة، المتضرعة" ;إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ..


وفيها أنزلت آية الحجاب يا أيها الذينآمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناهفروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج رسول الله صلى الله عليهوسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأللقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفرفجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموافانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتىدخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوالا تدخلوا بيوت النبي}. الآية..


الوفاة:


توفيت في سنة عشرين، وصلى عليها عمر. ودفنت بالبقيع..
ـ وعن ابن عمر لما ماتت بنت جحش أمرعمر مناديًا: ألا يخرج معها إلا ذو محرم. فقالت بنت عميس: يا أميرالمؤمنين، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشتهثوب. فقال: ما أحسن هذا وأستره! فأمر مناديا، فنادى: أن اخرجوا على أمكم..

وقال عمر بن عثمان كان أبي يقول: توفيت زينب بنت جحش، وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة.

المراجع:

الاستيعاب - لإصابة في تمييز الصحابة- سير أعلام النبلاء - سنن أبي داود - سنن النسائي - صحيح مسلم - صحيحالبخاري - تاريخ الإسلام - جوامع الكلم - السيرة لابن حبان - البدايةوالنهاية - صفة الصفوة - الطبقات الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:04 pm

أم رومان

هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب.
والخلاف في نسبها كبير جدا وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة.(1)
وأسلمت أم رومان بمكة قديم. (2)

ونشأت أم رومان في منطقة بجزيرة العرباسمها السراة، وكانت ذات أدب وفصاحة، وتزوجها قبل أبي بكر أحد شباب عصرهاالبارزين في قومه واسمه الحارث بن سخيرة الأزدي، فولدت له الطفيل، وكانزوجها الحارث يرغب في الإقامة في مكة، فدخل في حلف أبي بكر الصديق، وذلكقبل الإسلام، وتوفي الحارث بعد فترة بسيطة فتزوجها أبو بكر إكراما لصاحبهبعد مماته.
وشاءت الإرادة الإلهية أن يكون أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) سابق الرجال إلى الإسلام وسابقهم إلى الجنة بعدالأنبياء عليهم السلام وبالطبع رجعت ثمرة هذا الفوز العظيم إلي زوجة أبيبكر أم رومان، التي سارعت إلى نطق شهادة التوحيد بعد أن أعلن أبو بكرإسلامه، ثم بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة مع أهلالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة. ولدت أمرومان لأبي بكر الصديق عائشة وعبد الرحمن.

وكان النبي ( صلي الله عليه وسلم ) يتردد علي دار أبي بكر، فتتلقاه السيدة أم رومان بالسعادة الغامرة والبشر والترحاب.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة:

وقفت أم رومان وهي أم عائشة ( رضيالله عنها ) بجوار ابنتها في هذه محنتها العصيبة في حديث الإفك وتروي لناهذه المحنة فتقول: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة منالأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت فقلت لم؟ قالت إنه نما ذكرالحديث فقالت عائشة أي حديث؟ فأخبرته. قالت فسمعه أبو بكر ورسول الله صلىالله عليه وسلم؟ قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمىبنافض فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( ما لهذه ). قلت حمى أخذتها منأجل حديث تحدث به فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لاتعذرونني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون.فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما أنزل فأخبرها فقالت بحمدالله لا بحمد أحد.(3) وهكذا تقف الأم الحنون في محنة ابنتها، تواسيهاوتقدم لها النصح والإرشاد، وتذكرها برحمة الله وبفرجه القريب، حتى تنكشفالغمة، ويأتي الفرج من السماء.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجنيالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا فيبني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة.
فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحةومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتىأوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماءفمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلنعلى الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعنيإلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسعسنين.(4)

وفاتها رضي الله عنها وأرضاها:

اختلف في وفاتها فقيل توفيت سنة ست منالهجرة ودفنها النبي واستغفر لها وقال: "من سره أن ينظر إلي امرأة منالحور العين فلينظر إلى أم رومان".

والرأي الآخر أنها عاشت بعد ذلك بكثيروحجتهم في ذلك أقوى وقد أخذ البخاري بهذا الرأي بعد أن توفرت لديه الأدلةعلى رجحانه ومن هذه الأدلة:

1- حديث مسروق وفيه: عن مسروق سألتُ أم رومان...
2- حديث تخيير نساء النبي وفيه أنالنبي صلى الله عليه وسلم طلب من عائشة أن تستشير أباها أبا بكر وأمها أمرومان وكان ذلك عام تسعة هجرية.

المصادر:

1- تهذيب الكمال [ جزء 35 - صفحة 359 ]
2- الطبقات الكبرى [ جزء 8 - صفحة 276 ]
3- صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1239 ]
4- صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1414
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:06 pm

حليمة السعدية


هي حليمة بنت أبي ذؤيب واسم أبي ذؤيبعبد الله بن الحارث بن شجنة، أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فهيالتي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، واسم أبي رسولالله صلى الله عليه وسلم من الرضاع يعني زوج حليمة الحارث بن عبد العزى...

أخذها للنبي صلى الله عليه وسلم وإرضاعه:


وعن حليمة رضي الله عنها قالت: قدمتمكة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتانقمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلكأجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه.فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلىالله عليه وسلم فإذا قيل: يتيم تركناه وقلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه!إنما نرجو المعروف منأب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا، فوالله ما بقي من صواحبيامرأة إلا أخذت رضيعا غيري فلم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى:والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلكاليتيم فلآخذنه. فقال: لا عليك. فذهبت فأخذته فما هو إلا أن أخذته فجئت بهرحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلىشارفي تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلةفقال لي صاحبي: يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة...
وكانت رضي الله عنها عندما وقفت علىعبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها: من أنت؟ قالت: امرأة من بني سعدقال: فما اسمك؟ قالت: حليمة فقال: بخ بخ سعد وحلم هاتان خلتان فيهما غناءالدهر.

بعض ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في بيتها:


عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلبالنبي صلى الله عليه وسلم وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت: فيهذا الحر؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذاوقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع...
وبينما هو يلعب و أخوه يومًا خلفالبيوت يرعيان بَهْمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي و لأبيه: أدركاأخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه فخرجنا نشتد فانتهينا إليهوهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال:أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعاقالت: فاحتملناه ورجعنا به قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلامإلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف قالت:فرجعنا به فقالت ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لاوالله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه،فقلنا: يكون في أهله فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبرهفوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه، كلا والله إنلابني هذا شأنا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخفعلي ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت ليأعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يدهبالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما...

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليهوسلم كان بالجعرانة يقسم لحما فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت من النبي صلىالله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت من هذه قالوا هذه أمه التيأرضعته.
وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمةبنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة فتشكتجدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها،فأعطتها أربعين شاة.
وقد رأت حليمة السعدية من النبي صلى الله عليه وسلم الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنيها.

وفاتها رضي الله عنها:


عمّرت رضي الله عنها دهرًا ولم يعرف تحديدًا سنة وفاتها.

من مراجع البحث:


الاستيعاب.............................. ابن عبد البر
أسد الغابة............................. ابن الأثير
الإصابة................................. ابن حجر
البداية والنهاية......................... ابن كثير

أم أيمن


هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن. وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها كنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي بعد أم أسامة بن زيد.(1)


وقد أسلمت قديما أول الإسلام وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).(2)

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


من المواقف الرائعة والتي حدثت بين أم أيمن
والرسول ( صلي الله عليه وسلم ) أنهلما حضرت بنت الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) صغيرة فأخذها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقضت وهي بين يديرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله (صلىالله عليه وسلم) يا أم أيمن أتبكين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندكفقالت مالي لا أبكي ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكي فقال رسول اللهإني لست أبكي ولكنها رحمة ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المؤمنبخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل.(3)

وقالت أم أيمن (رضي الله عنها ): قامالنبي ( صلى الله عليه و سلم) من الليل إلي فخارة من جانب البيت فبال فيهافقمت من الليل و أنا عطشى فشربت ما في الفخارة و أنا لا أشعر فلما أصبحالنبي( صلى الله عليه و سلم) قال: يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارةفاهريقي ما فيها قلت: قد و الله شربت ما فيها قال: فضحك رسول الله( صلىالله عليه و سلم) حتى بدت نواجذه ثم قال: أما أنك لا يفجع بطنك بعدهأبدا.(4)


وكان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقول لأم أيمن: يا أمه و كان إذا نظر إليها قال: هذه بقية أهلي بيتي.


وقد روت عن النبي ( صلي الله عليهوسلم ) العديد من الأحاديث منها " عن أم أيمن رضي الله عنها أن النبي (صلىالله عليه وسلم) أوصى بعض أهل بيته فقال: لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقتوأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج ولا تترك الصلاةمتعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله إياك والخمرفإنها مفتاح كل شر وإياك والمعصية فإنها تسخط الله لا تنازعن الأمر أهلهوإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت أنفقعلى أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل".


وعن أم أيمن قالت قال رسول الله (صلىالله عليه وسلم): ( لا يقطع السارق إلا في حجفة ) وقومت على عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) دينارا أو عشرة دراهم.


من مواقفها مع الصحابة رضي الله عنهم:


لها موقف مع أنس بن مالك ( رضي اللهعنه ) يرويه أنس فيقول:كان الرجل يجعل للنبي (صلى الله عليه وسلم) النخلاتحتى افتتح قريظة والنضير وإن أهلي أمروني أن آتي النبي (صلى الله عليهوسلم) فاسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه وكان النبي (صلى الله عليه وسلم)قد أعطاه أم أيمن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول كلا والذي لاإله إلا هو لا يعطيكم وقد أعطانيها أو كما قالت والنبي صلى الله عليه وسلميقول ( لك ذلك ). وتقول كلا والله حتى أعطاها - حسبت أنه قال - عشرةأمثاله أو كما قال.(5)


قال أبو بكر( رضي الله عنه) بعد وفاةرسول الله( صلى الله عليه وسلم) لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كماكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالالها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله (صلى الله عليه وسلم) فقالت ما أبكيأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ولكنأبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيانمعها.(6)


من كلماتها:


وعن أم أيمن رضي الله عنهما قالت " مارأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شكا صغيرا ولا كبيرا جوعا ولا عطشاكان يغدو فيشرب من ماء زمزم فأعرض عليه الغداء فيقول: لا أريده أنا شبع"
وقالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهى الإسلام.(7)


وقالت أم أيمن ترثي النبي (صلى الله عليه وسلم )...


عين جودي فإن بذلك للدمع... شفاء فأكثري م البكاء...
حين قالوا الرسول أمسى فقيد... ميتا كان ذاك كل البلاء
وابكيا خير من رزئناه في الدني... ومن خصه بوحي السماء...
بدموع غزيرة منك حتى... يقضي الله فيك خير القضاء...
فلقد كان ما علمت وصول... ولقد جاء رحمة بالضياء...
ولقد كان بعد ذلك نور... وسراجا يضيء في الظلماء...
طيب العود والضريبة والمعدن... والخيم خاتم الأنبياء.(حياة الصالحات 880207


وفاتها:


اختلف في وفاتها قال ابن كثير "وتوفيتبعد النبي (صلى الله عليه وسلم) بخمسة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل أنها بقيتبعد قتل عمر بن الخطاب"
وجاء في مستدرك الحاكم "توفيت أم أيمن مولاة رسول الله( صلى الله عليه و سلم) و حاضنته في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه".(9)


المصادر:


1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 578 ]
2- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1427 ]
3- سنن النسائي [ جزء 4 - صفحة 12 ]
4- المستدرك [ جزء 4 - صفحة 70 ]
5- صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1510 ]
6- صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 1907 ]
7- مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 418 ]
8- الطبقات الكبرى [ جزء 2 - صفحة 332 ]
9 - المستدرك [ جزء 4 - صفحة 71 ]

أم هانئ

هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
وأم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وعقيلوجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف فياسمها فقيل: هند وقيل: فاختة وهو الأكثر.(1)

وكان إسلام أم هانئ يوم الفتح.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

كان لأم هانئ مواقف مع الرسول [ صليالله عليه وسلم ] منها ما رواه أبو هريرة: أن النبي( صلى الله عليه وسلم)خطب أم هانئ بنت أبي طالب فقالت يا رسول الله إني قد كبرت ولي عيال فقالالنبي (صلى الله عليه وسلم) خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد فيصغره وأرعاه على زوج في ذات يده.(2)


ولها موقف يوم فتح مكة مع النبي [ صلي الله علية وسلم ]

تقول أم هانئ:

ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال ( من هذه). فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال ( مرحبا بأم هانئ ). فلما فرغ منغسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسولالله زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ). قالت أم هانئ وذاكضحى.(3)


وعن أم هانئ: قالت كنت قاعدة عندالنبي (صلى الله عليه وسلم) فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلتإني أذنبت فاستغفر لي فقال وما ذاك؟ قالت كنت صائمة فأفطرت فقال أمن قضاءكنت تقضينه؟ قالت لا قال فلا يضرك.(4)

وفي أحد الأيام قال الرسول الله (صلىالله عليه و سلم)لأم هانئ: هل عندك طعام آكله و كان جائعا فقلت: إن عنديلكسر يابسة و إني لأستحي أن أقربها إليك فقال: هلميها فكسرتها ونثرت عليهاالملح فقال: هل من أدام؟ فقال: يا رسول الله ما عندي إلا شيء من خل قال:هلميه فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال: نعمالأدام الخل يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل.(5)


من الأحاديث التي روتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ماأخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئفإنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسلفسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوعوالسجود.(6)

وعن أم هانئ رضي الله عنها أنه: ذهبتإلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوبفسلمت فقال من هذا قلت أم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات فيثوب ملتحفا به

وعن أم هانئ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين.(7)

وعن أم هانئ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اتخذي غنما يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير.
وعن أم هانئ بنت أبي طالب: قالت: قالرسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الله تعالى فضل قريشا بسبع خصال لميعطها أحدا قبلهم و لا يعطيها أحدا بعدهم فيهم النبوة و فيهم الحجابة وفيهم السقاية و نصرهم على الفيل و هم لا يعبدون إلا الله و عبدوا الله عشرسنين لم يعبده غيرهم و نزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم "لإيلافقريش".(حياة الصالحات 880207

الوفاة :

لم تذكر المصادر تاريخ وفاة أم هانئ ولكن المتفق عليه أن أم هانئ عاشت إلى بعد سنة خمسين.

المصادر:

1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 611 ]
2- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 2 - صفحة 269 ]
3- صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2280 ]
4- سنن الترمذي [ جزء 3 - صفحة 109 ]
5- المستدرك [ جزء 4 - صفحة 59 ]
6- سنن الترمذي [ جزء 2 - صفحة 338 ]
7- سنن النسائي [ جزء 1 - صفحة 131 ]
8- المستدرك [ جزء 4 - صفحة 60 ]


صفية بنت عبد المطلب


هي صفية بنت عبد المطلب ، الهاشمية.وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة. وأم حواري النبي -صلى اللهعليه وسلم-: الزبير وأمها من بني زهرة.
تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها.
وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له: الزبير والسائب وعبد الكعبة.


قصة إسلامها:


هي من المهاجرات الأول، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده؟..


من ملامح شخصيتها:

شجاعتها:


تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته.


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


ـ لقد بايع الرسول -صلى الله عليهوسلم- الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ، وكانت عمّتهصفية -رضي الله عنها- معهن، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته، بإيمانهابالله ورسوله، ومعروفها لزوجها، وحفاظها على نفسها،والأمانة والإخلاص فيالقول والعمل.
قال تعالى" يا أيُّها النّبي إذاجاءَك المؤمناتُ يبايِعْنَكَ على أن لا يُشْركْنَ بالله شيئاً ولايَسْرِقْنَ ولا يَزْنينَ ولايَقْتُلن أولادهُنَّ ولا يأتيَن ببُهْتانٍيفترينه بين أيْديهنَّ وأرجُلهنَّ ولا يَعْصينك في معروفٍ فبايعْهُنّواستغفرْ لهُنَّ الله إنّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ )...


ـ لم تكن صفية -رضي الله عنها- لتنسىقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول أيام إسلامه، لمّا نزل قولهتعالى: (وأنذر عشيرتك الأقْربين).


قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وقال يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لاأملك لكم من الله شيئ، سلوني من مالي ما شئْتُمُ )000فخصّها بالذكر كماخصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه...


ـ زعم هشام بن عروة أن الزبير بنالعوام خرج إلى ياسر أخو مرحب فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابنييا رسول الله قال بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير فالتقيا، فقتلهالزبير.


بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:


أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلىأخيها حمزة فلقيها الزبير فقال أي أمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلميأمرك أن ترجعي قالت ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانابما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله فجاء الزبير فأخبره فقال خلسبيلها فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن...


بعض كلماتها:


ـ قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:


أسائلة أصحاب أحد مخافة بنات أبي من أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى وزير رسول الله خير وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا بكاء وحزنا محضري ومسيري على أسد الله الذي كان مدرها يذود عن الإسلام كل كفور
فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي لدى أضبع تعتادني ونسور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي جزى الله خيرا من أخ ونصير


ـ فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها:


أرقت لصوت نائحة بليل على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أروع شيظمي مطاع في عشيرته حميد

رثائها للرسول صلى الله عليه وسلم:


ألا يا رسول الله كنت رجاءنا... وكنت بنا بَرَّا ولم تك جافيا
وكنت رحيما هاديا معلما... ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبي لفقده... ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محمد... وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد... على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي... وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا... ومت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية... وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا

وفاتها:

توفيت -رضي الله عنها- في خلافة عمر سنة عشرين...ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة... ودفنت في البقيع..

المراجع:

سير أعلام النبلاء - الإصابة في تمييز الصحابة - سيرة بن هشام - سيرة ابن كثير - الاستيعاب - الطبقات الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:09 pm

أم سليم
مقدمة

هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيدبن حرام اختلف في اسمها فقيل: سهلة. وقيل رميلة. وقيل رميثة. وقيل مليكةويقال الغميصاء أو الرميصاء.
وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار.(1)


زواج أم سليم:

لقد أولي الإسلام الزواج اهتماما خاصالما فيه من أثر عظيم في تكوين اللبنة الأولى للمجتمع، فإذا صلحت تلكاللبنة صلح المجتمع فمن أجل ذلك حث الإسلام على أن يختار كل طرف الآخر علىأساس من الدين فقال صلى الله عليه وسلم مخاطبا الأزواج: "فاظفر بذات الدينتربت يداك".

وفي المقابل حث أولياء أمور النساءعلى قبول من تقدم إليهم بالزواج منهن إذا كان من أهل الاستقامة فقال صلىالله عليه وسلم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكنفتنة في الأرض وفساد عريض.

فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا ننظر إلى أم سليم الأنصارية رضي الله عنها كيف كان زواجها في الجاهلية والإسلام.

عاشت في بداية حياتها كغيرها منالفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت مالك بن النضر، فلما جاءالله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار أسلمت معالسابقين إلى الإسلام وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها،وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم يقبل هدى الله، ولم يستطع أن يقاومالدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام فخرج إلى الشام فهلك هناك والذي يظهرلي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا وراءه زوجته وابنه الوحيد إلا بعد أنيئس أن يثني أم سليم عن الإسلام فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضي اللهعنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير الزوج في زوجته وأولاده، فاختيار أمسليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمةأكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلكمن أمور الحياة على الرجل، ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا،فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرهايعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمةمن الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب.

زواجها في الإسلام:

أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجببعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبوطلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنكرجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلموتزوجها أبو طلحة.
وفي رواية عند الحاكم أن أبا طلحة خطبأم سليم يعني قبل أن يسلم فقالت: يا أبا طلحة الست تعلم أن إلهك الذي تعبدنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، إن أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيره،قال: حتى أنظر في أمري فذهب فجاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، و أنمحمدا رسول الله، فقالت: يا أنس زوج أبا طلحة.

فانظر كيف أن أم سليم أرخصت نفسها فيسبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت الحكمة للوصول إلى هدفها، فهي منجهة بينت له ضلال ما هو عليه من عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحهالطبائع السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليهبقولها (مثلك لا يرد) أي أن فيك من صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعوللزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل رغبته فيالزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلتمهرها إسلام زوجها فصارت سببا في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك علىالفضيلة التي وعد بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم بقوله: " فوالله لأنيهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. ".



أهم ملامح شخصيتها

1- العقل والحكمة:
فقد كانت من عقلاء النساء وموقفها مع زوجها أبي طلحة يوم وفاة ولدها يدل علي ذلك،وهو موقف يدل عقل راجح وحكمة بالغة، وصبر جميل.
فعن أنس أن أبا طلحة مات له ابن فقالتأم سليم لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره فسجت عليه ثوبا فلما جاءأبو طلحة وضعت بين يديه طعاما فأكل ثم تطيبت له فأصاب منها فتلقت بغلامفقالت له يا أبا طلحة إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية فبعثوا إليهمأن ابعثوا إلينا بعاريتنا فأبوا أن يردوها فقال أبو طلحة ليس لهم ذلك إنالعارية مؤداة إلى أهلها قالت فإن ابنك كان عارية من الله وإن الله قدقبضه فاسترجع قال أنس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال بارك الله لهمافي ليلتهما قال فتلقت بغلام فأرسلت به معي أم سليم إلى النبي صلى اللهعليه وسلم فحملت معي تمرا فأتيت النبي وعليه عباءة وهو يهنأ بعيرا له فقالرسول الله هل معك تمر قلت نعم فأخذ التمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم جمعلعابه ثم فغر فاه فأوجره إياه فجعل الصبي يتلمظ فقال رسول الله حب الأنصارالتمر فحنكه وسماه عبد الله فما كان في الأنصار ناشئ أفضل منه أخبرنا يزيدبن هارون أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال كانلأبي طلحة بن يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال مافعل ابني قالت أم سليم هو أسكن مما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصابمنها فلما فرغ قالت واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي فأخبره فقالأعرستم الليلة قال نعم قال اللهم بارك لهما فولدت غلاما فقال لي أبو طلحةاحفظه حتى تأتي به رسول الله فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معهتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أمعك شيء قلت تمرات فأخذهاالنبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعل في في الصبي وحنكه بهوسماه عبد الله.


2- الشجاعة والإقدام:
فكانت تغزو مع رسول الله صلى اللهعليه وسلم ولها قصص مشهورة منها ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح أن أم سليماتخذت خنجرا يوم حنين فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجرفقال اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.(2)


وكانت أم سليم بنت ملحان مع زوجها أبىطلحة فالتفت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وهى حازمة وسطها ومعها جملأبى طلحة فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )اقتلهؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أو يكفي الله يا أم سليم.

3-حب النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره في كل شيء
فعن أنس بن مالك أن النبي( صلى اللهعليه وسلم) دخل على أم سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء فتناولهافشرب من فيها وهو قائم فأخذتها أم سليم فقطعت فمها فأمسكته
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرفحرص أم سليم على ذلك ويقدر.لها ذلك ويمكنها من التبرك به صلى الله عليهوسلم كلما أمكن، ولذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما حلق شعرهيوم النحر " أشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا، فقسم شعره بين من يليه، ثمأشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم ".

فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلمأم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف شعر الرأس، وأعطى بقية الناس النصفالآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لأم سليم على اعتنائهاالشديد بتتبع آثاره، وهو دليل على حبها الشديد للنبي صلى الله عليه وسلموقربها منه صلى الله عليه وسلم.(3)

وعن أم سليم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل في بيتي فكنت أبسط له نطعا فيقيل عليه فيعرق فكنت آخذ سكا فأعجنه بعرقه.

4- العلم والفقه:
ففي صحيح البخاري عن عكرمة أن أهلالمدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما عن امرأة طافت ثم حاضت قال لهم:تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد رضي الله عنه قال: إذا قدمتمالمدينة فسلوا، فقدموا المدينة فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية "أي قول النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة عقرى حلقى إنك حابستنا أما كنت طفتيوم النحر؟ قالت: بلى، قال: فلا بأس انفري.

من مناقبها وفضائلها:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلتالجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بنمالك. والخشفة هي حركة المشي وصوته.

وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) لايدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم فإنه كان يدخل عليهافقيل له في ذلك فقال إني أرحمها قتل أخوها معي.(4)

وقالت رضي الله عنها: لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة.

ومما يدل علي وفاء أم سليم بالعهد عنأم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عندالبيعة أن لا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبيسبرة امرأة معاذ وامرأتان. أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

جاءت أم سليم (وهي جدة إسحاق) إلىرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت له وعائشة عنده يا رسول الله المرأةالتي ترى ما يرى الرجل في المنام فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسهفقالت عائشة يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال لعائشة بل أنت فتربتيمينك نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك.(5)

وفي أحد الأيام قال أبو طلحة لأمسليم: لقد سمعت صوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضعيفا أعرف فيه الجوعفهل عندك من شيء؟ قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلقتالخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله( صلىالله عليه وسلم ) قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيالمسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أرسلك أبو طلحة ). فقلت نعم قال ( بطعام ). قلت نعم فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم لمن معه ( قوموا ). فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أباطلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليهوسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبوطلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليهوسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هلمي يا أم سليمما عندك ). فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتوعصرت أم سليم عكة فأدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاءأن يقول ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثمقال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذنلعشرة ). فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.(6)


وقالت أم سليم [رضي الله عنها ] أنهاسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ما من امرأين مسلمين يموت لهماثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل الله ورحمتهإياهم.(7)

أم سليم وبشارتها بالجنة:

كان عاقبة ذلك النضال وتلك التضحياتمن أم سليم الأنصارية محمودة وقد تقبل الله منها تلك المواقف قبولا حسنافسعدت به دنيا وأخرى فهي ممن يقال لها يوم القيامة إن شاء الله تعالى((كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية)).

وغاية ما يتمنى المرء في هذه الدنياأن يبشر بالجنة ونعيمها، وهو على قيد الحياة من قبل من لا ينطق عن الهوىإن هو إلا وحي يوحى، فتلك سعادة لا تدانيها أية سعادة، وقد أعطى الله أمسليم رضي الله عنها هذا الفضل العظيم بمنه وكرمه على لسان نبيه صلى اللهعليه وسلم.
فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهـما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيتني دخلتالجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال:بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن؟ فقال: لعمر فأردت أن أدخله،فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله: أعليك أغار".
وإنما قلت في حال حياتها لأنها توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم في حدود الأربعين من الهجرة كما سيأتي.

وفي رواية لمسلم " فسمعت خشفة فقلت: من هذه؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك).

وهكذا صارت أم سليم في مستقر رحمة الله في جنة عرضها السموات والأرض بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..


من كلماتها:

قالت أم سليم لما سمعت بقتل عثمان رحمه الله أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دما.(9)

وفاة أم سليم:
توفيت في حدود الأربعين في خلافة معاوية فرضي الله عن أم سليم وأرضاها.

المصادر:
1- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 8 - صفحة 227 ]
2- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 8 - صفحة 229 ]
3- الطبقات الكبرى [ جزء 8 - صفحة 428 ]
4- صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 1908 ]
5- صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 250 ]
6- صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1311 ]
7- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 6 - صفحة 376 ]
8- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1444 ]
9- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 195 ]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:12 pm

أسماء بنت يزيد

هي أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية.(1)

أهم ملامح شخصيتها:

1- الجرأة في الحق، فقد كانت تسأل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )عن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعته.
2- حسن المنطق والبيان فقد كان يطلق عليها خطيبة النساء.
3- الشجاعة وقد شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطِها وعاشت بعد ذلك دهرا.(2)

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

أتت(أسماء) النبي( صلى الله عليهوسلم) وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله. أنا وافدةالنساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنامعشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكموإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهودالجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإنالرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكموربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير فالتفت النبي (صلىالله عليه وسلم) إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قطأحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه فقالو: يا رسول الله ما ظننا أنامرأة تهتدي إلى مثل هذ. فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها فقال: "افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجهاوطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ". فانصرفت المرأة وهيتهلل.(3)

بعض ما روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قالت أسماء بنت يزيد: مر بنا رسولالله( صلى الله عليه وسلم) ونحن في نسوة فسلم علينا وقال إياكن وكفرالمنعمين فقلنا يا رسول الله وما كفر المنعمين قال لعل إحداكن أن تطولأيمتها بين أبويها وتعنس فيرزقها الله عز وجل زوجا ويرزقها منه مالا وولدافتغضب الغضبة فراحت
تقول ما رأيت منه يوما خيرا قط وقال مرة خيرا قط.(4)


وروي الإمام أحمد عدة أحاديث لها منها"عن أسماء بنت يزيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: العقيقة عن الغلامشاتان مكافأتان وعن الجارية شاة

وعن أسماء بنت يزيد قالت" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لست أصافح النساء"

وعن أسماء بنت يزيد أن النبي (صلىالله عليه وسلم) قال: ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قالالذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى ثم قال ألا أخبركم بشراركم المشاءونبالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العنت

وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى لله مسجدا فان الله يبني له بيتا أوسع منه في الجنة.


وعن أسماء بنت يزيد بن السكنالأنصارية( رضي الله عنها) قال: لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لهارسول الله( صلى الله عليه و سلم) ألا يرقأ دمعك و يذهب حزنك فإن ابنك أولمن ضحك الله إليه و اهتز له العرش.(5)

وعن أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسولالله (صلى الله عليه وسلم) إلى جنازة رجل من الأنصار فلما وضع السرير تقدمنبي الله (صلى الله عليه وسلم) ليصلي عليه ثم التفت فقال: على صاحبكم دين؟
قالو: نعم يا رسول الله ديناران. قال: "صلوا على صاحبكم". فقال أبو قتادة: أنا بدينه يا نبي الله. فصلَّ عليه.

وعن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة حق على الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة.(6)

وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عندرسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: " لعل رجلايقول ما يفعل بأهله. ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجه؟ " فأزم القومفقلت: أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: فلا تفعلوافإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون.

الوفاة:
توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير.

المصادر:
1- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1313 ]
2- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 498 ]
3- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1313 ]
4- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 228 ]
5- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 6 - صفحة 452 ]
6- مجمع الزوائد [ جزء 4 - صفحة 90 ]

أم حارثة

هي الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية أخت أنس بن النضر وعمة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1)


ومن مواقفها مع الرسول (صلى الله عليه وسلم):

عن أنس: أن أم حارثة أتت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه غرب سهم فقالت يا رسولالله قد علمت موقع حارثة من قلبي فإن كان في الجنة لم أبك عليه وإلا سوفترى ما أصنع؟ فقال له: هبلت أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة وإنه لفيالفردوس الأعلى.
وقال: غدوة في سبيل الله أو روحة خيرمن الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنياوما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت مابينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا ومافيه.(2)


المصادر:


1- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 642 ]
2- صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2401 ]

أروى بنت عبد المطلب





هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية عمة رسول الله( صلى الله عليه وسلم)(1)



إسلامها:

اختلف في إسلامها هي وعاتكة

فأما محمد بنإسحاق وابن حبان ومن قال بقولهما فذكرا أنه لم يسلم من عمات رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إلا صفية وقال غير هؤلاء: أسلم من عمات النبي( صلىالله عليه وسلم) صفية وأروى.

وقد أسلم طليب بنعمير في دار الأرقم ثم دخل فخرج على أمه و هي أروى بنت عبد المطلب فقال:تبعت محمدا و أسلمت لله رب العالمين جل ذكره فقالت أمه: إن أحق من وازرت ومن عاضدت ابن خالك و الله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه ولذببنا عنه قال: فقلت: يا أماه و ما يمنعك أن تسلمي و تتبعيه فقد أسلمأخوك حمزة فقالت: أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال: قلت: أسألكبالله ألا أتيته فسلمت عليه و صدقته و شهدت أن لا إله إلا الله قالت: فإنيأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه و سلم)و كانت بعد تعضد النبي (صلى الله عليه و سلم) بلسانها و تحض ابنها علىنصرته و بالقيام بأمره.(2)


صفـــــــاتها:

تتصف أروى بنت عبدالمطلب بصفات عديدة منه: الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلاموكانت راجحة الرأي. وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقدعرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضحذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها معأختها صفية – رضي الله عنهما – يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية،فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام،حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له: ( انظر ما يصنع أخواتيثم أكون إحداهن )،رضي الله عنها....


مساندة أروى للنبي صلى الله وعليه وسلم ونصرته:

وفي أحد الأيامعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي - صلي الله عليه وسلم - فآذوه فعمدطليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبولهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه عرضا دونمحمد؟ فقالت: (خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله)فقالو: ولقد تبعت محمدا؟ قالت: نعم.

فخرج معهم إلى أبيلهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبا لك ولاتباعك محمدا وتركك دين عبدالمطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يطهر أمره فأنتبالخيار أن تدخل معه،وإن تكون على دينه، فإنه إن يصب كنت قد أعذرت في ابنأخيك. فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بد ين محدث، ثم انصرف،وقالت:

أن طليبا نصر ابن خاله واساه في ذي دمه وماله.

وهاجرت إلىالمدينة وبايعت النبي ( صلي الله عليه وسلم). ولما انتقل ر سول الله - صليالله عليه وسلم) - إلى الرفيق الأعلى، قالت أروى بنت عبد المطلب:


ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك حافيا

كان على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد النبي المجاويا


من كلماتها:

ذكر ابن سعد أن أروى هذه رثت النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنشد لها من أبيات


... ألا يا رسولالله كنت رجاءن... وكنت بنا برا ولم تك جافي... وكنت بنا رءُوفا رحيمانبين... ليبك عليك اليوم من كان باكي... لعمرك ما أبكي النبي لموته...ولكن لهرج كان بعدك آتي... كأن على قلبي لذكر محمد... وما خفت من بعدالنبي المكاوي... أفاطم صلى الله رب محمد... على جدث أمسى بيثرب ثاوي...أبا حسن فارقته وتركته... فبك بحزن آخر الدهر شاجي.(3)

وفي يوم من أياممكة قبل الهجرة شتم عوف بن صبيرة السهمي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )فأخذ له طليب بن عمير لحي جمل فضربه به حتى سقط مزملا بدمه فقيل لأمه ألاتري ما صنع ابنك فقالت* إن طليبا نصر ابن خاله * آساه في ذي دمه وماله.


وفاتها:

وتوفيت سنة 15 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب- (رضي الله عنه).


المصادر:

1- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1308 ]

2- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 266 ]

3- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 480 ]


أم الدرداء الكبرى


هي خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي وهي أمالدرداء الكبرى، لها صحبة، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن، وذوات الرأيمنهن مع العبادة والنسك.


موقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
يروي سهل بن معاذ عن أبيه عن أم الدرداء أنه سمعها تقول:
لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلموقد خرجت من الحمام فقال: من أين يا أم الدرداء؟ فقالت من الحمام فقال:والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلاوهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل.


حالها مع زوجها:
يقول عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: :آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أباالدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك؟. قالت أخوك أبو الدرداءليس له حاجة في الدني. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل قال فإنيصائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداءيقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قمالآن فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليكحقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقالالنبي صلى الله عليه وسلم ( صدق سلمان )


بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ميت يقرأ عنده سورة يس إلا هون عليه الموت"

وعن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان والاستكراه"


وفاتها
توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين وكانتوفاتها بالشام في خلافة عثمان بن عفان وكانت قد حفظت عن النبي صلى اللهعليه وسلم وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأنصاري.


المصادر:
الاستيعاب - صحيح البخاري - تفسير القرطبي - الدر المنثور.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
tymor
مدير عام
مدير عام
tymor


عدد الرسائل : 0
ذكر
عدد المساهمات : 653
تاريخ التسجيل : 06/08/2009
العمر : 34
المزاج : ساعة هيك وساعة هيك

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:14 pm

موضوع في غاية الروعة والجمال


بارك الله فيكي

حياة الصالحات 872385
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:17 pm

ميمونة بنت الحارث


هي ميمونة بنت الحارث أخت أم الفضل لبابة.
وميمونة هي أم المؤمنين كان اسمها برة، فسماها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة.
وكانت قبل النبي - صلى الله عليه وآلهوسلم- عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ود بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيالقرشي العامري، وقيل: عند سخبرة بن أبي رهم المذكور.
وقيل: عند حُويطب بن عبد العزى، وقيل: عند فروة أخيه

وتزوجها رسول الله -صلى الله عليهوآله وسلم- في ذي القعدة، سنة سبع، لمّا اعتمر عمرة القضية، فيقال: أرسلجعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه.

أثر الرسول في تربيتها:

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقولعن السيدة ميمونة إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم وكان ذلكنتاج تربية الرسول صلى الله عليه وسلم فعن سليمان بن يسار انه قال: دخلرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة بنت الحارث فإذا ضباب فيها بيضومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد فقال من أين لكم هذا فقالت أهدتهلي أختي هزيلة بنت الحارث فقال لعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد كلافقالا أولا تأكل أنت يا رسول الله فقال اني تحضرني من الله حاضرة قالتميمونة أنسقيك يا رسول الله من لبن عندنا فقال نعم فلما شرب قال من أينلكم هذا فقالت أهدته لي أختي هزيلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمأرأيتك جاريتك التي كنت استأمرتيني في عتقها أعطيها أختك وصلي بها رحمكترعى عليها فإنه خير لك..

بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ قال ابن إسحاق حدثني أبان بن صالحوعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس، أن رسول الله صلىالله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام، وكان الذيزوجه إياها العباس بن عبد المطلب.
وقال ابن هشام كانت جعلت أمرها إلىأختها أم الفضل، فجعلت أم الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوجها رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وأصدقها عنه أربعمائة درهم.

وذكر السهيلي أنه لما انتهت إليهاخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وهي راكبة بعيرا قالت: الجمل وماعليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وفيها نزلت الآية:{ يا أيهاالنبي إنا أحللنا لك أزواجك التي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاءالله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالتك التي هاجرن معكوامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك مندون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلايكون عليك حرج وكان الله غفوراً رحيماً } (سورة الأحزاب "50")

وقد روى البخاري من طريق أيوب، عنعكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهومحرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف.

ـ وعن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباسعن ميمونة بنت الحارث قالت: وضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلاوسترته فصب على يده فغسلهما مرة أو مرتين - قال سليمان لا أدري أذكرالثالثة أم لا - ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل فرجه ثم دلك يده بالأرض أوبالحائط ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه وغسل رأسه ثم صب على جسده ثمتنحى فغسل قديمه فناولته خرقة فقال بيده هكذا ولم يردها..

وتقول ميمونة بنت الحارث: أخذت الناسسنة وكان الأعراب يأتون المدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الرجلفيأخذ بيد الرجل فيضيفه ويعشيه فجاء أعرابي ليلة وكان لرسول الله صلى اللهعليه وسلم طعام يسير وشيء من لبن فأكله الأعرابي ولم يدع لرسول الله صلىالله عليه وسلم شيئا فجاء به ليلة أو ليلتين فجعل يأكله كله فقلت لرسولالله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تبارك في هذا الأعرابي يأكل طعام رسولالله صلى الله عليه وسلم ويدعه ثم جاء به ليلة فلم يأكل من الطعام إلايسيرا ولم يشرب من اللبن إلا يسيرا فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلمذاك وجاء به ليلة وقد أسلم فقال: ( إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإنالمؤمن يأكل في معي واحد..

أثرها في الأخرين دعوتها وتعليمها:

تقول مولاة لميمونة بنت الحارث:أرسلتني ميمونة إلى ابن عباس فرأيت فراشه معتزلا عن فراش امرأته وعندهيومئذ بنت مشرح فقالت:ما بالك؟ قالت: هكذا يصنع بي إذا حضت قالت: فأتيتميمونة فأخبرتها قال: وقالت فأرسلتني إليه: ما الذي تصنع؟ لقد كان رسولالله صلى الله عليه وسلم يباشر إحدانا وهي حائض وما عليها إلا إزارها يبلغنصف فخذها..
ويروي أبو إسحاق عن جري بن كليبالعامري قال: لما سار علي إلى صفين كرهت القتال فأتيت المدينة فدخلت علىميمونة بنت الحارث فقالت: ممن أنت؟ قلت من أهل الكوفة قالت من أيهم؟ قلت:من بني عامر قالت: رحبا على رحب و قربا على قرب تجيء ما جاء بك قال: قلت:سار علي إلى صفين و كرهت القتال فجئنا إلى ها هنا قالت أكنت بايعته؟ قال:قلت: نعم قالت فارجع إليه فكن معه فو الله ما ضل و لا ضل به..

بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبد الله وهو ابن سليط عن إحدى أمهات المؤمنين وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه
فسألت أبا المليح عن الأمة فقال أربعون..
وعن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
من صلى في مسجد رسول الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة..
وعن ابن عباس عن ميمونة زوج النبي صلىالله عليه وسلم قالت توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة غيررجليه وغسل فرجه وما أصابه من الأذى ثم أفاض عليه الماء ثم نحى رجليهفغسلهما هذه غسله من الجنابة..
وعن يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن وهب أو قرئ عليه قال أخبرني عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة رضي الله عنها
أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون..

الوفاة:

توفيت -رضي الله عنها- في عام إحدىوخمسين، ولها ثمانون عام، يقول عطاء توفيت ميمونة( بسَرف ) وهو المكانالذي بنى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرج هو وابن عباس إليه،فدفنوها في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها )...رضي الله عنها وأرضاها...

يقول يزيد بن الأصم قال ثقلت ميمونةبمكة وليس عندها من بني أختها أحد فقالت أخرجوني من مكة فاني لا أموت بهاإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت بمكة فحملوها حتىأتوا بها إلى سرف الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتهافي موضع القبة فماتت رضي الله عنها قلت وكان موتها سنة إحدى وخمسين علىالصحيح.

المراجع:

البداية والنهاية - صحيح مسلم - فتح الباري شرح صحيح البخاري - سنن النسائي - المستدرك - المعجم الكبير - صحيح البخاري - الموطأ.
الخنساء


مقدمة
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. (1)


حالها في الجاهلية
عرفتالخنساء (رضي الله عنها) بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلالنشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التيكانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواجمن دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بنيقومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدمطويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثمتزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعةأولاد.


وأكثر ما اشتهرت به الخنساء فىالجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأتتبكيهما حتى خلافة عمر ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبةقبل إسلامها ......نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فىالجاهلية بسبب رثائها أخويها.


عندما كانت وقعةبدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبةترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبةالخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت ياأختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنكتعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخيصخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدتهند بنت عتبة تقول:


أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:

أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها

وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها

و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها

إسلامها

قال ابن عبد البر في الاستيعاب "قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم"


وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها .(2)


أهم ملامح شخصيتها

1- قوة الشخصية

عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدلعلى ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر،والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتهابرفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج منأحد بني قومها.



2-الخنساء شاعرة


يغلب عند علماءالشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول:إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساءكذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال


أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:


قذى بعينيك أم بالعين عوار . . ذرفت إذ خلت من أهلها الدار


وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها


إن الزمان ومـا يفنى له عجـب . . أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس


3 -البلاغة وحسن المنطق والبيان

في يوم من الأيامطلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمانالأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أيمنهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية بردالهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاويةفسقام الجسد


4- الشجاعة والتضحية.

ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها . فقالت الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم .


ولها موقف معالرسول( صلي الله عليه وسلم ) فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها وكانت تنشدهوهو يقول : " هيه يا خناس " . أو يومي بيده (3)


أثر الرسول فى تربيتها
تلك المرأةالعربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلىمضر.مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتهاأشد الاختلاف, متنافرا أكبر التنافر, أولاهما في الجاهلية, وثانيهما فيالإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.


- أما الحالةالأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر علىقلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه,ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:


قذى بعينك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار


كأن عيني لذكراه إذا خطرت فيض يسيل على الخدين مدرار


وإن صخرا لوالينا وسيدنا وإن صخرا إذا نشتو لنحار


وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا وإن صخرا إذا جاعوا لعقار


وإن صخرا لتأتم الهداة به كــأنـه عـلـم في رأســــــــــه نار

حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة شهــاد أنديــة للجيــش جرار

ومما فعلته حزناعلى أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهيمحلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.


- أما الحالةالثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالةالأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدةونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيلالله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق لسانهابرثائهم وهم فلذات أكبادها, ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب, وإنما قالتبرباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم, وإني أسألالله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"!


ومن لا يعرفالسبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة منأمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأبصدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطىمفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.


فانتقلت من حالالـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، وانتقلت من حال القـلـقوالاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار، وانتقلت من حالة الشرودوالضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة ربالعالمين. نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى بهإلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتافي وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادهاالله للإنسان خليفة على وجه الأرض. (4)


من مواقفها مع الصحابة
لها موقف يدل عليوفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي علىأخويها صخرا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بنالخطاب( رضي الله عنه) وهي عجوز كبيرة فقالوا : يا أمير المؤمنين هذهالخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجوناأن تنتهي . فقال لها عمر : اتقي الله وأيقني بالموت فقالت : أنا أبكي أبيوخيري مضر : صخراً ومعاوية . وإني لموقنة بالموت فقال عمر : أتبكين عليهموقد صاروا جمرة في النار ؟ فقالت : ذاك أشد لبكائي عليهم ؛ فكأن عمر رقلها فقال : خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاءالشجي. (5)


من كلماتها

كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها:

"يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارينوالله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ماخنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ماأعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين . واعلموا أن الدارالباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل : " يا أيها الذي أمنوااصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . فإذا أصبحتم غدا إنشاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائهمستنصرين . وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقهاوجللت نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسهاتظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة ". (6)

فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.


وفاتها:

توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 24هـ

المراجع
الوافي في الوفيات [ جزء 1 - صفحة 1459 ]
2- جواهر الأدب، الجزء الأول، ص127-128.
3- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 590 ]
4 - موقع لها أون لاين.
5- الوافي في الوفيات [ جزء 1 - صفحة 1461 ]
6- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1342 ]





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:19 pm

أم عمارة نسيبة بنت كعب

مقدمة


هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن النجار وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عاصم.
شهدت نسيبة بنت كعب أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها: حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة وشهدت هي وزوجها وابناها أُحدًا.
عن محمد بن إسحاق قال وحضر البيعةبالعقبة امرأتان قد بايعتا إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارةوكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت معه أحدا هيوزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيدا.


من ملامح شخصيتها:
حبها للنبي صلى الله عليه وسلم:
ويظهر ذلك في القتال دونه يوم أحدوأيضا لما سألته مرافقته في الجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في غزوةأحد لزيد بن عاصم) بارك الله عليكم من أهل البيت مقام أمك خير من مقامفلان وفلان رحمكم الله أهل البيت ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقامفلان وفلان رحمكم الله أهل البيت قالت ادع الله أن نرافقك في الجنة فقالاللهم اجعلهم رفقائي في الجنة فقالت ما أبالي ما أصابني من الدنيا.


صبرها:
وذلك عندما قتل مسيلمة ابنها قالت (لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته.
وابنها حبيب هو الذي أرسله رسول اللهصلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الحنفي صاحب اليمامة فكان مسيلمةإذا قال له: أتشهد أن محمدا رسول الله قال: نعم وإذا قال: أتشهد أني رسولالله قال: أنا أصم لا أسمع ففعل ذلك مرارا فقطعه مسيلمة عضوا عضوا فماتشهيدا رضي الله عنه.


جهادها:
وشهدت العقبة وبايعت ليلتئذ ثم شهدت أحدا والحديبية وخيبر والقضية والفتح وحنينا واليمامة.
وكانت تشهد المشاهد مع رسول الله صلىالله عليه وسلم. وشهدت بيعة العقبة وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم ومعابنها حبيب وعبد الله في قول ابن إسحاق. وشهدت بيعة الرضوان وشهدت يوماليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة.


وعن أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت:رأيت نسيبة بنت كعب ويدها مقطوعة فقلت له: متى قطعت يدك؟ قالت: يوماليمامة كنت مع الأنصار فانتهينا إلى حديقة فاقتتلوا عليها ساعة حتى قالأبو دجانة الأنصاري واسمه: سماك ابن خرشة: أحملوني على الترسة حتى تطرحونيعليهم فأشغلهم فحملوه على الترسة وألقوه فيهم فقاتلهم حتى قتلوه رحمه اللهقالت: فدخلت وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب فعرض الي رجل منهم فضربنيفقطع يدي فو الله ما عرجت عليها ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولا وابنييمسح سيفه بثيابه فقلت له: أقتلته يا بني؟ قال: نعم يا أماه فسجدت للهشكرا قال: وابنها هو: عبد الله بن زيد بن عاصم.

من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم:

موقفها في غزوة أحد:

شهدت أم عمارة بنت كعب أحدا مع زوجهاغزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم بشن لها في أول النهار تريد أن تسقيالجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا وجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمحأو ضربة بسيف فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول دخلت عليها فقلت حدثينيخبرك يوم أحد قالت خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعيسقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريحللمسلمين فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتالوأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح قالت فرأيتعلى عاتقها جرحا له غور أجوف فقلت يا أم عمارة من أصابك هذا قالت أقبل بنقميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجافاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربتهعلى ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان فكان ضمرة بن سعيد المازنييحدث عن جدته وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء قالت سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان وكانيراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحتثلاثة عشر جرحا وكانت تقول إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقهاوكان أعظم جراحها فداوته سنة ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسدفشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراححتى أصبحنا فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتىأرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتهافسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الجباربن عمارة عن عمارة بن غزية قال قالت أم عمارة قد رأيتني وانكشف الناس عنرسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديهنذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرأى رجلا موليا معهترس فقال لصاحب الترس ألق ترسك إلى من يقاتل فألقى ترسه فأخذته فجعلتأتترس به عن رسول الله وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالةمثلنا أصبناهم إن شاء الله فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنعسيفه شيئا وولى وأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليهوسلم يصيح بابن أم عمارة أمك أمك قالت فعاونني عليه حتى أوزدته شعوبأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بنيحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى ضربنيرجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني وجعل الدم لا يرقأ فقال رسول اللهاعصب جرحك فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطتجرحي والنبي واقف ينظر إلي ثم قالت انهض بني فضارب القوم فجعل النبي صلىالله عليه وسلم يقول ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة قالت وأقبل الرجلالذي ضرب ابني فقال رسول الله هذا ضارب ابنك قالت فأعترض له فأضرب ساقهفبرك قالت فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه وقال استقدت يا أم عمارةثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلمالحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك أخبرنا محمد بنعمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد اللهبن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال سمعت عبد الله بن زيد بن عاصميقول شهدت أحدا مع رسول الله فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذبعنه فقال بن أم عمارة قلت نعم قال ارم فرميت بين يديه رجلا من المشركينبحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه وجعلتأعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرا والنبي صلى الله عليه وسلم ينظريتبسم ونظر جرح أمي على عاتقها فقال أمك أمك اعصب جرحها بارك الله عليكممن أهل البيت مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت ومقامربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت قالت ادعالله أن نرافقك في الجنة فقال اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة فقالت ماأبالي ما أصابني من الدنيا.


وعن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قالأتى عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم إن هذا المرطلثمن كذا وكذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيدقال وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر فقال أبعث به إلى من هو أحق به منهاأم عمارة نسيبة بنت كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم أحدما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني.


وعن أم عمارة بنت كعب الأنصارية أنالنبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال كلي فقالت إنيصائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصائم تصلي عليه الملائكةإذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا.

وقالت أم عمارة الأنصارية: أنها أتتالنبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساءيذكرن بشيء؟ فنزلت هذه الآية { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} الآية.


وفاتها:
توفيت أم عمارة في خلافة عمر- رضي الله عنهما عام 13هـ.


المراجع:
الاستيعاب - أسد الغابة - حليةالأولياء - الطبقات الكبرى - الإصابة في تمييز الصحابة - نصب الراية - سننالترمذي - مسند الحارث - زوائد الهيثمي - البداية والنهاية.
هند بنت عتبة

مقدمة
هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية.


حالها في الجاهلية:
كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بنالمغيرة المخزومي وكان الفاكه من فتيان قريش وكان له بيت للضيافة يغشاهالناس من غير إذن فخلا ذلك البيت يوما فاضطجع الفاكه وهند فيه في وقتالقائلة ثم خرج الفاكه لبعض شأنه وأقبل رجل ممن كان يغشاه فولج البيت فلمارأى المرأة فيه ولى هاربا ورآه الفاكه وهو خارج من البيت فأقبل إلى هندوهى مضطجعة فضربها برجله وقال من هذا الذي عندك قالت: ما رأيت أحدا ولاانتبهت حتى أنبهتني أنت، فقال لها: إلحقي بأبيك، وتكلم فيها الناس، فقاللها أبوها: يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك القالة، فأنبئينى نبأك فان يكنالرجل عليك صادقا دسست إليه من يقتله فينقطع عنك القالة، وإن يك كاذباحاكمته إلى بعض كهان اليمن، فعند ذلك حلفت هند لأبيها بما كانوا يحلفون فيالجاهلية إنه لكاذب عليها، فقال عتبة بن ربيعة للفاكه: يا هذا إنك قد رميتابنتى بأمر عظيم وعار كبير لا يغسله الماء، وقد جعلتنا في العرب بمكان ذلةومنقصة، ولولا أنك منى ذو قرابة لقتلتك، ولكن سأحاكمك إلى كاهن اليمن،فحاكمني إلى بعض كهان اليمن، فخرج الفاكه في بعض جماعة من بنى مخزومأقاربه، وخرج عتبة في جماعة من بنى عبد مناف، وخرجوا بهند ونسوة معها منأقاربهم، ثم ساروا قاصدين بلاد اليمن، فلما شارفوا بلاد الكاهن، قالوا غدانأتي الكاهن، فلما سمعت هند ذلك تنكرت حالها وتغير وجهها وأخذت في البكاءفقال لها أبوها: يا بنية قد أرى ما بك من تنكر الحال وكثرة البكاء، وماذاك أراه عندك إلا لمكروه أحدثتيه وعمل اقترفتيه، فهلا كان هذا قبل أنيشيع في الناس، ويشتهر مسيرنا، فقالت: والله يا أبتاه ما هذا الذي تراهمنى لمكروه وقع منى، وإني لبريئة، ولكن هذا الذي تراه من الحزن وتغيرالحال هو أنى أعلم أنكم تأتون هذا الكاهن وهو بشر يخطئ ويصيب، وأخاف أنيخطئ في أمري بشيء يكون عاره على آخر الدهر، ولا أمنة آمنة أن يسمنى ميسماتكون على سبة في العرب، فقال لها أبوها: لا تخافي فإني سوف أختبره وأمتحنهقبل أن يتكلم في شأنك وأمرك، فإن أخطأ فيما أمتحنه به لم أدعه يتكلم فيأمرك ثم إنه انفرد عن القوم وكان راكبا مهرا حتى توارى عنهم خلف رابيةفنزل عن فرسه ثم صفر له حتى أدلى ثم أخذ حبة بر فأدخلها في احليل المهر،وأوكى عليها بسير حتى أحكم ربطها ثم صفر له حتى اجتمع احليله، ثم أتىالقوم فظنوا أنه ذهب ليقضى حاجة له، ثم أتى الكاهن فلما قدموا عليه أكرمهمونحر لهم فقال له عتبة: إنا قد جئناك في أمر، ولكن لا أدعك تتكلم فيه حتىتبين لنا ما خبأت لك، فأنى قد خبأت لك خبيئا فانظر ما هو فأخبرنا به، قالالكاهن: ثمرة في كمرة، قال: أريد أبين من هذا، قال حبات بر في إحليل مهر،قال: صدقت فخذ لما جئناك له انظر في أمر هؤلاء النسوة فأجلس النساء خلفهوهند معهم لا يعرفها ثم جعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويبريها ويقول:انهضى حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال: انهضى حصان رزان غير رسخا ولازانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية، فوثب إليها الفاكه، فأخذ بيدها فنترتيدها من يده وقالت له: إليك عنى والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، واللهلأحرصن أن يكون هذا الملك من غيرك، فتزوجها أبو سفيان بن حرب، فجاءت منهبمعاوية. هذا وفى رواية أن أباها هو الذي قال للفاكه ذلك. والله سبحانهأعلم

عن حسين بن عبد الله أن أبا لهب لقيهند بنت عتبة ابن ربيعة حين فارق قومه وظاهر عليهم قريشا فقال يا ابنةعتبة نصرت اللات والعزى وفارقت من فارقها وظاهر عليها قالت نعم فجزاك اللهخيرا يا أبا عتبة


موقفها في غزوة أحد:
لما التقى الناس(في غزوة أحد) ودنابعضهم من بعض قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها وأخذن الدفوف يضربنبها خلف الرجال ويحرضن على القتال فقالت هند فيما تقول... ويها بني عبدالدار... ويها حماة الأديار... ضربا بكل بتار...
وتقول أيضا... إن تقبلوا نعانق... ونفرش النمارق... أو تدبروا نفارق... فراق غير وامق...

وفي يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساءمعها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان أباهكان من المشركين وبقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده ثملفظته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو دخل بطنها لم تدخل النار
وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتيمعها يمثلن بالقتلى يجدعن الآذان والأنف حتى اتخذت هند من آذان الرجالوأنفهم خدما وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظته. ثمعلت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها
نحن جزيناكم بيوم بدر... والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من... صبر ولا أخي وعمه وبكري

إسلامها
أسلمت هند بنت عتبة يوم الفتح وحسنإسلامها فلما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء وقال في البيعة ":ولا يسرقن ولا يزنين " قالت هند: وهل تزني الحرة وتسرق فلما قال: " ولايقتلن أولادهن " قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا وشكت إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم زوجها أبا سفيان وقالت: إنه شحيح لا يعطيها من الطعامما يكفيها وولدها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذي من مالهبالمعروف ما يكفيك وولدك "
وروى هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت هند لأبي سفيان: إني أريد أن أبايع محمد. قال: قد رأيتك تكذبين هذا الحديث أمس!
قالت: والله ما رأيت الله عبد حقعبادته في هذا المسجد قبل الليلة. والله إن باتوا إلا مصلين. قال: فإنك قدفعلت ما فعلت. فاذهبي برجل من قومك معك. فذهبت إلى عثمان بن عفان وقيل:إلى أخيها أبي حذيفة بن عتبة فذهب معها فاستأذن لها فدخلت وهي منتقب فقال:" تبايعيني على أن لا تشركي بالله شيئا... " وذكر نحو ما تقدم من قولهاللنبي صلى الله عليه وسلم. ولما أسلمت هند جعلت تضرب صنما لها في بيتهابالقدوم حتى فلذته فلذة فلذة وتقول كنا معك في غرور.


مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم:
يقول عروة بن الزبير أن عائشة رضيالله عنها قالت إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله ما كان مماعلى ظهر الأرض أهل أخباء أو خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل أخبائك أو خبائك- شك يحيى - ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أو خباء أحب إلي من أن يعزوا منأهل أخبائك أو خبائك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأيضا والذي نفسمحمد بيده ). قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي من حرج أنأطعم من الذي له؟ قال ( لا إلا بالمعروف ) وكان رسول الله، صلى الله عليهوسلم، أمر بقتل هند بنت عتبة لما فعلت بحمزة ولما كانت تؤذي رسول الله،صلى الله عليه وسلم، بمكة، فجاءت إليه النساء متخفية فأسلمت وكسرت كل صنمفي بيتها وقالت: لقد كنا منكم في غرور، وأهدت إلى رسول الله، صلى اللهعليه وسلم، جديين، واعتذرت من قلة ولادة غنمها، فدعا لها بالبركة في غنمهافكثرت، فكانت تهب وتقول: هذا من بركة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،فالحمد لله الذي هدانا للإسلام.

من مواقفها مع الصحابة رضي الله عنهم

موقفها مع أخيها في غزوة بدر:
شهد أبو حذيفة بدرا وكان أخاً لهاودعا أباه عتبة بن ربيعة إلى البراز فقالت أخته هند بنت عتبة لما دعا أباهإلى البراز الأحول الأثعل المشئوم طائره أبو حذيفة شر الناس في الدين أماشكرت أبا رباك من صغر حتى شببت شبابا غير محجون.


موقفها مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وتقول السيدة زينب بنت رسول الله صلىالله عليه وسلم: لما قدم أبو العاص مكة قال لي: تجهزي فالحقي بأبيك قالت:فخرجت أتجهز فلقيتني هند بنت عتبة فقالت: يا بنت محمد ألم يبلغني أنكتريدين اللحوق بأبيك؟ فقلت له: ما أردت ذلك فقالت: أي بنت عم لا تفعلي إنيامرأة موسرة وعندي سلع من حاجتك فإن أردت سلعة بعتكها أو قرضا من نفقةأقرضتك فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت: فوالله ما أراها قالتذلك إلا لتفعل فخفتها فكتمتها وقلت: ما أريد ذلك


موقفها مع أبو دجانة في غزوة أحد:
ويقول الزبير بن العوام: وجدت في نفسيحين سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم السيف فمنعنيه و أعطاه أبا دجانةفقلت: و الله لأنظرن ما يصنع فاتبعته فأخذ عصابة له حمراء فعصب بها رأسه وقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت و هكذا كان يقول إذا عصب بهافخرج و هو يقول:
(أنا الذي عاهدني خليلي... و نحن بالسفح لدى النخيل)
(أن لا أقوم الدهر في الكيول... أضرب بسيف الله و الرسول)
فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله و كان فيالمشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه فجعل كل واحد منهما يدنو منصاحبه فدعوت الله أن يجمع بينهما فالتقيا فاختلفا ضربتين فضرب المشرك أبادجانة فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه و ضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته محلالسيف على رأس هند بنت عتبة ثم عدل السيف عنها

قال ابن إسحاق: و قال أبو دجانة: رأيتإنسانا يحمس الناس حمسا شديدا فصمدت إليه فلما حملت عليه السيف ولولفأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أضرب به امرأة.


موقفه مع هند بنت أثاثة في غزوة أحد:
قالت هند بنت عتبة تفتخر حمزة وغيرهممن أصيب من المسلمين أنها علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها نحنجزيناكم بيوم بدر... والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي منصبر... أبي وعمي وشقيق بكري شفيت وحشي غليل صدري... شفيت نفسي وقضيت نذريوأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب فقالت:
خزيت في بدر وغير بدر... يا بنت وقاع عظيم الكفر
صبحك الله غداة الفجر... بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري... حمزة ليثي وعلي صقري


موقفها مع أبي سفيان يوم فتح مكة:
خرج أبو سفيان حتى إذا دخل مكة صرخبأعلى صوته: يا معشر قريش! هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به! فمن دخلدار أبي سفيان فهو آمن! فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه و قالت:اقتلوا
الحميت الدسم الأحمش! فقال أبو سفيان:لا يغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به من دخل دار أبيسفيان فهو آمن! قالو: قبحك الله! وما تغني دارك؟ قال: و من أغلق عليه بابهفهو آمن! و من دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم و إلى المسجد.

موقفها مع معاوية:
قال معاوية بن أبي سفيان: لما كان عامالحديبية وصدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراحوكتبوا بينهم القضية وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبةفقالت: إياك أن تخالف أباك وأن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت وكان أبييومئذ غائبا في سوق حباشة.

موقفها مع عمر:
جاء عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان فإذاهند بنت عتبة امرأته تهيئ أهبه لها في المدينة فقال أين أبو سفيان فقالتهند ها هوذا وكان ناحية من البيت فقال احتسبا واصبرا فقالا من يا أميرالمؤمنين قال يزيد بن أبي سفيان فقالا من استعملت على عمله قال معاوية بنأبي سفيان قالا وصلتك رحم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

من كلماتها:
قالت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان حين رجعوا من أحد:
رجعت وفي نفسي بلابل جمة... وقد فاتني بعض الذي كان مطلبي من أصحاب بدر من قريش وغيرهم... بني هاشم منهم ومن أهل يثرب
ولكنني قد نلت شيئا و لم يكن... كما كنت أرجو في مسيري ومركبي

وفاتها:
شهدت اليرموك مع زوجها وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة وهى أم معاوية بن أبي سفيان.

المراجع:
الاستيعاب - البداية والنهاية - تاريخالإسلام - أسد الغابة - الطبقات الكبرى - الكامل في التاريخ - صحيحالبخاري - الإصابة في تمييز الصحابة - تفسير القرطبي - سيرة ابن كثير -تاريخ دمشق - عيون الأثر - السيرة لابن حبان.

أم ذر
أم ذر هي امرأة أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما.

إسلامها
أسلمت مع أبي ذر في أول الإسلام. فعنأبي الصباح الكوفي بإسناد له يصل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان إذاأراد أن يتبسم قال لأبي ذر: يا أبا ذر حدثني بيدء إسلامك قال: كان لنا صنميقال له نهم فأتيته فصببت له لبنا ووليت فحانت مني التفاتة فإذا كلب يشربذلك اللبن فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم فأنشأت أقول:
ألا يا نهم إني قد بدا لـي مدى شرف يبعد منك قربا
رأيت الكلب سامك خط خسف فلم يمنع قفاك اليوم كلبا
فسمعتني أم ذر فقالت:
لقد أتيت جرما وأصبت عظما
حين هجوت نهما
فخبرتها الخبر فقالت:
ألا فابنـنا ربـا كريمـا جوادا في الفضائل يا بن وهب
فما من سامه كلب حقير فلم يمنـع يداه لنـا برب
فما عبد الحجارة غير غاو ركيك العقل ليس بذي لب
قال فقال صلى الله عليه وسلم: "صدقت أم ذر فما عبد الحجارة غير غاو".

موقفها مع السيدة عائشة:
عن أيوب أن أم ذر دخلت على عائشة تسلمعليها وذلك في رمضان فقالت لها عائشة: أتسافرين في رمضان، ما أحب أن أسافرفي رمضان، ولو أدركني وأنا مسافرة لأقمت.
عن محمد بن واسع أن رجلا من البصرةركب إلى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر، فأتاها فقال: جئتكلتخبريني عن عبادة أبي ذر رضي الله تعالى عنه، قالت: كان النهار أجمعخاليا يتفكر.


من كلماتها:
قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أباذر ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: إذا بلغ البناء سلعا فاخرجمنها، فلما بلغ البناء سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام.


موقفها يوم وفاة زوجها:
روى الإمام أحمد بسنده عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟
قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه؟
قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثةفيصبران أو يحتسبان فيردان النار أبدا، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين، وليسمن أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة، وإني أنا الذي أموتبفلاة والله ما كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ.
قال أبو نعيم في الحلية فقال لها: #9;فانظري الطريق.
فقالت: أنّي وقد انقطع الحاج، فكانتتشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه، ثم ترجع إلى الكثيب،فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فألاحتبثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها، قالوا: ما لك؟
قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت.
قالوا: من هو؟
قالت: أبو ذر فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاءُوه.
وقال: ابشروا فحدثهم، وقال: إني سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاةمن الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين، وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قريةوجماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة، أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعنيكفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون إني أنشدكمالله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أوبريدا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال، إلا فتى من الأنصار، قال:يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا الذي علي وفيثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي.
قال: أنت فكَفِنِّي، فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الادبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان.


من مراجع البحث:
الإصابة في تمييز الصحابة........... ابن حجر
حلية الأولياء..................... أبو نعيم
تاريخ دمشق..................... ابن عساكر

أم معبد الخزاعية
هي أم معبد الخزاعية عاتكة بنت خويلد بن خالد، قال عبد الملك: إن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت.


موقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفها له:
يقول حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلىالله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة إلىالمدينة مهاجرا هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثيعبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزةجلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منهافلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول اللهصلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ": ما هذه الشاة يا أممعبد ". قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: " هل بها من لبن ". قالت:هي أجهد من ذلك قال: " أتأذنين لي أن أحلبها ". قالت: نعم بأبي أنت وأميإن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحبيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعابإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقىأصحابه حتى رووا وشرب آخرهم ثم أراحوا ثم حلب ثانيا فيها بعد ذلك حتى ملأالإناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها.
فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبديسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا، مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجبوقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيتقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لييا أم معبد.
قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، مبتلج(مشرق) الوجه حسن الخلق، لم تعبه ثجلة (ضخامة البطن) ولم تزر به صعلة (لميشنه صغر الرأس) وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف (طويل شعرالأجفان)، وفي صوته صحل (رخيم الصوت) أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر،في عنقه سطح (ارتفاع وطول) وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار وإذاتكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقة خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق فصل لانذر ولا هذر (لا عي فيه ولا ثرثرة في كلامه) أجهر الناس وأجملهم من بعيد،وأحلاهم وأحسنهم من قريب، ربعة (وسط مابين الطول والقصر) لا تشنؤه (تبغضه)من طول ولا تقتحمه عين (تحتقره) من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثةمنظراً، وأحسنهم قدراً له رفقاء يخصون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذاأمر تبادروا إلى أمره، محفود (يسرع أصحابه في طاعته)، محشود (يحتشد الناسحوله) لا عابث ولا منفذ (غير مخزف في الكلام).
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.


موقفها مع ابنها:
أتت أم معبد المدينة بعد ذلك بما شاءالله ومعها ابن صغير قد بلغ السعي فمر بالمدينة على مسجد رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو يكلم الناس على المنبر فانطلق إلى أمه يشتد فقال له:يا أمتاه إني رأيت اليوم الرجل المبارك فقالت له: يا بني ويحك هو رسولالله صلى الله عليه وسلم.


ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم:
تقول أم معبد أن النبي صلى الله عليهوسلم كان يدعو: "اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني منالكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".


المراجع:
الاستيعاب - الطبقات الكبرى - الروض الأنف - أسد الغابة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:25 pm

مارية القبطية
هي مارية بنت شمعون القبطية، من كورة حفن..

قصة إسلامها ومن الذي دعاها إلى الإسلام:
بعث المُقَوْقِسُ - صاحب الإسكندرية -إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة سبع من الهجرة بمَارِيَة،وأختها سيرين، وألف مثقالٍ ذهبًا، وعشرين ثوبًا ليِّنًا، وبغلته الدلدل،وحماره عُفَيْرًا، ويقال: يعْفُور، ومع ذلك خَصِيٌّ يقال له مأْبُور شيخكبير كان أخا مارية؛ وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بَلْتَعَة.
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على ماريةالإسلام، ورغَّبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصِيُّ على دينه حتىأسلم بالمدينة بعدُ في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

ـ مواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلهارسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العالية، في المال الذي صار يقال له:سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضربعليها مع ذلك الحِجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.

ـ وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهرذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية،فاشتدت غيره أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولداً ذكراً، وكانت قابلتها فيهسلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبولادة ابراهيم أصبحت ماريةحرة وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية قال رسول الله صلَّى الله عليهوسلَّم: ((أعتقها ولدها)) وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه و سلمسنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه مرض قبلأن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانيةعشر شهراً، "وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنةعشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موتإبراهيم. ـ وعن أنس رضي الله عنه قال: أن ابن عم مارية كان يتهم بها فقالالنبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اذهب فإن وجدتهعند مارية فاضرب عنقه " فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي:اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم أتىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه مجبوب ما له ذكر وفي لفظآخر أنه وجده في نخلة يجمع تمرا وهو ملفوف بخرقة فلما رأى السيف ارتعدوسقطت الخرقة فإذا هو مجبوب لا ذكر له..

ـ بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

ـ وعن عائشة قالت: ما غرْتُ على امرأةإلا دون ما غرْتُ على مارية؛ وذلك أنها كانت جميلة جَعدة، فأعجب بها رسولالله -صلى الله عليه وسلم- وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بنالنعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فزعنا لها،فجزعت، فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا.

ـ الوفاة:
ـ ماتت في المحرم سنة ست عشرة، وكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع.

ـ وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين.

المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة - وغيره...



الحولاء بنت تويت






هي الحولاء بنت تُوَيْت - بمثناتين مصغرا - بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية..

أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
يقول عروة بن الزبير، أن عائشة زوجالنبي-صلى الله عليه وسلم- أخبرته أن الحولاء بنت تويت مرت بها، وعندهارسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقالت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنهالا تنام الليل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا".(1)


ويروي ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:استأذنت الحولاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها وأقبل عليهاوقال: كيف أنت فقلت يا رسول الله أتقبل على هذه هذا الإقبال فقال: "إنها كانت تأتينا في زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان". (2)

من ملامح شخصيتها: اجتهادها في العبادة:

يقول ابن عبد البر: كانت الحولاء منالمجتهدات في العبادة وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل. فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يمل حتى تملوا اكلفوا من العمل ما لكم به طاقة". (3)


المراجع:

الإصابة في تمييز الصحابة...... ابن حجر العسقلاني

الطبقات الكبرى................. ابن سعد

الاستيعاب....................... ابن عبد البر


تخريج الأحاديث:
(1) البخاري: كتاب الصوم باب صومشعبان (1869)، ومسلم: كتاب الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيغير رمضان (785) واللفظ له، وأحمد (26137).

(2) الحاكم: المستدرك (40) وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في شعب الإيمان (9122).

(3) أحمد (8166)،وقال شعيب الأرنؤوط:إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومالك في الموطأ برواية يحيى الليثي (258)،والبيهقي في سننه الكبرى (8158)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:27 pm

خولة بنت ثعلبة

خولة بنت ثعلبة ويقال خويلة. وخولة أكثر وقيل خولة بنت حكيم وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة


أهم ملامح شخصيتها:

1- التقوى والخوف من الله والبحث والتحري عن الأحكام الشرعية ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعه.
ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجينالسعيدين، شجار بينهما، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس "أنتعلي كظهر أمي!...فقالت: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه،ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه،وبذلك القسم،يكون قد تهدمالبيت الذي جمعهما سنين طويلة، وتشتت الحب والرضا الذين كانا ينعمان بهما..
وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهليالذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأسخوله، قررت أن تذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف لا وهي تعيشفي مدينته، وهي قريبه منه وبجواره. وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التيحلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها، ويعودالبيت الهانئ لما كان عليه دوما في السابق، ويلتم شمل الأسرة السعيدة..

2-الجرأة في الحق ونري ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب:
فقد خرج عمر ( رضي الله عنه ) منالمسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق فسلم عليهاعمر فردت عليه السلام وقالت هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوقعكاظ ترعى الضأن بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيامحتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قربعليه البعيد. ومن خاف الموت خشي عليه الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأةعلى أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها أما تعرفها فهذه خولة بنت حكيم امرأةعبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات فعمر والله أحق أنيسمع لها. (1)

3-بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحةلسانها، وتبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم )عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذاالتفريق على الأولاد والبيت.


من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
لخولة بنت ثعلبة ( رضي الله عنها )حوار قد تجلي فيه قمة التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمراقبةوالخوف من الله عز وجل ؛ وهو ما كان يهدف الوصول إليه (رسول الله ( صليالله عليه وسلم). وهو حوار الظهار.


عن خويلة بنت ثعلبة قالت: في واللهوفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت: كنت عنده وكان شيخاكبيرا قد ساء خلقه قالت: فدخل عليَّ يوما فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت عليكظهر أمي قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل علي فإذا هو يريدنيعن نفسي قالت: قلت كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلتحتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بماتغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتيفاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقهقالت: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: [يا خويلة ابن عمك شيخكبير فاتقي الله فيه].

قالت: فو الله ما برحت حتى نزل فيَّقرآن فتغشى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يتغشاه ثم سري عنه فقاللي:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج : حياة الصالحات 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

حياة الصالحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياة الصالحات   حياة الصالحات Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 6:30 pm

رملة بنت أبي سفيان

رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بنأمية أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) اختلف في اسمها فقيل: رملةوقيل: هند والمشهور رملة وهو الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسيروالحديث والخبر.


الهجرة والمحنة:
أسلمت رضي الله عنها قديما بمكة (1)وما أن اشتد الأذى من المشركين علي الصحابة في مكة، فأذن الرسول صلي اللهعليه وسلم للمستضعفين بالهجرة إلي الحبشة، فهناجرت أم حبيبة مع زوجها عبدالله بن جحش، فاقد تحملت أم حبيبة أذي قومه، وهجر أهله، والغربة عن وطنهاوديارها من أجل دينها وإسلامها... وبعد أن استقرت في الحبشة جاءتها محنةجديدة أشد وأقوي، فقد ارتد زوجها عن الإسلام وتنصر، وتقول أم حبيبة ( رضيالله عنها ) " رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسود صورةففزعت، فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكب عليالخمر حتى مات.


زواج أم حبيبة من الرسول صلي الله عليه وسلم:
علم الرسول - صلى الله عليه وسلم- بماجرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة،وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار(3)، ووكلت هي ابنعمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواجبالوكالة في الإسلام. وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية،فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرعأنفه! ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت فينفس أبي سفيان على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقفدعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينةو صفاء النفوس بين المتخاصمين.


أهم ملامح شخصيتها:
تمتعت أم المؤمنين أم حبيبة بصفاتعظيمة جعلت النبي (صلي الله عليه وسلم) يتزوجها، وتنال هذا المكانة والتيتحلم بها كل امرأة ومن هذه الصفات:

1- الصبر والثبات على الحق.فقد تزوجت قبل
الإسلام من عبيد الله بن جحش بن ريابالأسدي ثم أسلما معاً وهاجرا إلى الحبشة، وولدت له حبيبة، وبعد مدة تنصرزوجها ومات، وثبتت هي على الإسلام.

2- الموالاة لله ولرسوله فقط ونري ذلك في موثقها مع أبي سفيان، عندما ذهب إلي المدينة سنة ثماني من الهجرة حتى يجدد صلح الحديبية.
فقد خرج أبو سفيان حتى قدم المدينةفدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى اللهعليه وسلم) طوته فقال يا بنيتى ما أدري أرغبت بهذا الفراش عنى أم رغبت بيعنه قالت هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فلمأحب أن تجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم.(2)

3- الكرم. ونري هذه الصفة واضحة عندماأخبرت أبرهة وهي جارية حبشية كانت تخدم النجاشي أم حبيبة بنبأ الرسالةوالتي بعث بها رسول الله يطلب فيها تزويجه من أم حبيبة.
ففرحت أم حبيبة وأعطت الجارية [أبرهة] سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم فضة كانت فيأصابع رجليها سرورا بما بشرتها به.


من مواقفها مع الرسول:
ولها مواقف عديدة مع الرسول ( صليالله عليه وسلم )، فهي زوجته وتحبه أكثر من نفسها وتحرص علي أن تنال العلموالحكمة منه ( صلي الله عليه وسلم )
قالت أم المؤمنين أم حبيبة يا رسولالله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال ( أو تحبين ذلك ). فقلت نعم لست لكبمخلية وأحب من شاركني في الخير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنذلك لا يحل لي ). قلت فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة؟ قال ( بنتأم سلمة ). قلت نعم فقال ( لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي أنهالابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولاأخواتكن.(4)
وقالت أم حبيبة زوج النبي (صلى اللهعليه وسلم) اللهم أمتعني بزوجي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبأبي أبيسفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) قد سألت اللهلآجال مضروبة وأيام معدودات وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخرشيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب فيالقبر كان خيرا وأفضل.(5)


من مواقفها مع الصحابة:
كان لأم المؤمنين أم حبيبة مواقف معالصحابة رضوان الله عليهم تنم عن قلب طاهر وكبير، يسع حبه كل الناس.فعنعائشة قالت دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا ما يكون بينالضرائر فتحللينني من ذلك فحللتها واستغفرت لها فقالت لي سررتني سرك اللهوأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك (6). فأم حبيبة ( رضي الله عنها) تريد أنتلقي الله عزوجل وما هناك أحد بينها وبينه شيء.


ولها موقف مشرف يوم أحاط الثوار بدارعثمان بن عفان، فعندما أشرف عثمان على آل حزم وهم جيرانه فسرح ابنا لعمروإلى علي بأنهم قد منعونا الماء فإن قدرتم أن ترسلوا إلينا شيئا من الماءفافعلوا وإلى طلحة وإلى الزبير وإلى عائشة رضي الله عنها وأزواج النبي صلىالله عليه وسلم فكان أولهم إنجادا له علي وأم حبيبة جاء علي في الغلس فقاليأيها الناس إن الذي تصنعون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين لاتقطعوا عن هذا الرجل المادة فإن الروم وفارس لتأسر فتطعم وتسقي وما تعرضلكم هذا الرجل فبم تستحلون حصره وقتله قالوا لا والله ولا نعمة عين لانتركه يأكل ولا يشرب فرمى بعمامته في الدار بأني قد نهضت فيما أنهضتنيفرجع وجاءت أم حبيبة على بغلة لها برحالة مشتملة على إداوة فقيل أمالمؤمنين أم حبيبة فضربوا وجه بغلتها فقالت إن وصايا بني أمية إلى هذاالرجل فأحببت أن ألقاه فأسأله عن ذلك كيلا تهلك أموال أيتام وأرامل قالواكاذبة وأهووا لها وقطعوا حبل البغلة بالسيف فندت بأم حبيبة فتلقاها الناسوقد مالت رحالتها فتعلقوا بها وأخذوها وقد كادت تقتل فذهبوا بها إلى بيتها.


أثر الرسول في تربيتها:
هناك موقف يذكرها التاريخ لأم المؤمنين أم حبيبة ( رضي الله عنه ) يظهر فيها أثر الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) في تربيتها:


وخرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخلعلى ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليهوسلم) طوته فقال يا بنيتى ما أدري أرغبت بهذا الفراش عنى أم رغبت بي عنهقالت هذا فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت رجل مشرك نجس فلم أحبأن تجلس على فراش النبي (صلى الله عليه وسلم). ما أجمله من موقف من أمالمؤمنين أم حبيبة ( رضي الله عنها ) فهي لا تريد أن يجلس أبوها أبو سفيانعلي فراش رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وهو ما يزال علي كفره.

وهو موقف يبين مدى تمسكها بدينها وأنرابطة الدين عندها أقوى من رابطة الدم حتى و لو كان أباها في وقت كانتالعرب تقول فيه (كل فتاة بأبيها معجبة).


من الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليهوسلم قال ( لا يحل لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاثأيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشر.(7)


وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليهوسلم أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد مسلميصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بني الله له بيتا فيالجنة أو إلا بني له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما برحت أصليهن بعد"


وعن أم حبيبة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنة

وقالت أم حبيبة زوج النبي صلى اللهعليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حافظ على أربع ركعاتقبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار.(حياة الصالحات 880207

وعن أم حبيبة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب.(9)


الوفاة:
توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين. (10)
ودفنت بالبقيع.رضي الله عن الصحابية الجليلة أم حبيبة بنت أبي سفيان.


المصادر:
1 - الثقات لابن حبان [ جزء 2 - صفحة 38 ]
2 - محمد رسول الله [ جزء 1 - صفحة 586 ]
3 - المستدرك [ جزء 4 - صفحة 22 ]
4 - صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 1961 ]
5 - صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 2050 ]
6 - الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 653 ]
7 - صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2043 ]
8 - سنن أبي داود [ جزء 1 - صفحة 406 ]
9 - سنن الترمذي [ جزء 3 - صفحة 452 ]
10 - أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1432 ]


صفية بنت حيي بن أخطب


هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني اسرائيل من سبط هارون بن عمران. وأمها برة بنت سموأل
وقال أبو عمر كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة.


حالها في الجاهلية :
تزوجها قبل إسلامها: سلام بن أبيالحقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وكانا من شعراء اليهود فقتلكنانة يوم خيبر عنها وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي فقيل للنبي صلى اللهعليه وسلم عندها وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك فأخذها من دحية وعوضه عنهاسبعة أرؤس.
ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها.

روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج صفية بنت حيي أمهرها خادمه وهي رزينة.


من ملامح شخصيتها:
حبها للرسول صلى الله عليه وسلم :
عن عائشة قالت وجد رسول الله صلى اللهعليه وسلم على صفية بنت حيي فقالت لي هل لك أن ترضي رسول الله صلى اللهعليه وسلم عني وأجعل لك يومي قلت نعم فأخذت خمارا لها مصبوغا فرشته بالماءثم اختمرت به قال عفان لتفوح ريحه ثم دخلت عليه في يومها فجلست إلى جنبهفقال إليك يا عائشة فليس هذا يومك فقالت فضل الله يؤتيه من يشاء ثم أخبرتهخبري قال عفان فرضي.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
كانت صفية مما اصطفى يوم خيبر وعرضعليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله فقالتأختار الله ورسوله وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها ورأى بوجههاأثر خضرة قريبا من عينها فقال ما هذا قالت يا رسول الله رأيت في المنامقمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال تحبين أنتكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي واعتدت حيضة ولم يخرجرسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرسبها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضعقدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءهوجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلةنسائه فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أنيعرس بها فأبت عليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك فلماكان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمسليم عليكن صاحبتكن فامشطنها وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك قالت أمسليم وليس معنا فسطاط ولا سرادقات فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهماإلى شجرة فمشطتها وعطرتها قالت أم سنان الأسلمية وكنت فيمن حضر عرس رسولالله صلى الله عليه وسلم بصفية مشطناها وعطرناها وكانت جارية تأخذ الزينةمن أوضإ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ وماشعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة وأقبلرسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إليها فقامت إليه وبذلك أمرناها فخرجنامن عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها وغدونا عليها وهي تريد أنتغتسل فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت فسألتها عمارأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلةولم يزل يتحدث معها وقال لها ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزلالمنزل الأول فأدخل بك فقالت خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسولالله. ولما دخلت صفية على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال لها لم يزلأبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله فقالت يا رسول الله إن الله يقولفي كتابه ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال لها رسول الله اختاري فإن اخترتالإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومكفقالت يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلىرحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفروالإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي قال فأمسكهارسول الله لنفسه
وعن علي بن الحسين قال: كان النبي صلىالله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن فقال لصفية بنت حيي ( لاتعجلي حتى أنصرف معك ). وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي صلى الله عليهوسلم معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثمأجازا وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم (تعاليا إنها صفية بنت حيي).قالا سبحان الله يا رسول الله قال ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدموإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا )
وعن صفية بنت حيي: أن النبي صلى اللهعليه وسلم حج بنسائه فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها فبكت وجاء رسولالله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزدادبكاء وهو ينهاها فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فلما كان عندالرواح قال لزينب بنت جحش: " يا زينب أفقري أختك جملا " وكانت من أكثرهنظهرا قالت: أنا أفقر يهوديتك!
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حينسمع ذلك منها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلىالمدينة ومحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه فلما كان شهر ربيعالأول دخل عليها فلما رأت ظله قالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول اللهصلى الله عليه وسلم!
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فلمارأته قالت: يا رسول الله ما أصنع قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبيصلى الله عليه وسلم فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلمإلى سرير صفية وكان قد رفع فوضعه بيده ورضي عن أهله

وعن زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النبيصلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفيةبنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهنفقال مضمضن فقلن من أي شيء فقال من تغامزكن بها والله إنها لصادقة عن ابنعباس: إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:يا رسول الله إن النساء يعيرنني ويقلن لي يا يهودية بنت يهوديين! فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإنزوجي محمد.
وعن صفية بنت حيي قالت: أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم دخل عليها وبين يديها كوم من نوى فسالها ما هذا فقالتاسبح به يا رسول الله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سبحت منذقمت عنك اكثر من كل شيء سبحت فقالت كيف قلت قال قلت سبحان الله عدد ما خلقمواقفها مع الصحابة.

من مواقفها مع أمهات المؤمنين:
تقول أم سنان الأسلمية: لما نزلناالمدينة لم ندخل منازلنا حتى دخلنا مع صفية منزلها وسمع بها نساءالمهاجرين والأنصار فدخلن عليها متنكرات فرأيت أربعا من أزواج النبي صلىالله عليه وسلم متنقبات زينب بنت جحش وحفصة وعائشة وجويرية فأسمع زينبتقول لجويرية يا بنت الحارث ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا على عهد رسولالله صلى الله عليه وسلم فقالت جويرية كلا إنها من نساء قل ما يحظين عندالأزواج.

موقفها مع السيدة عائشة :
ولما قدم رسول الله صلى الله عليهوسلم من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بهانساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلتعليها فعرفتها فلما خرجت خرج رسول الله على أثرها فقال كيف رأيتها ياعائشة قال رأيت يهودية قال لا تقولي هذا يا عائشة فإنها قد أسلمت فحسنإسلامها.

موقفها مع سيدنا عمر:
روي أن جارية لها أتت عمر بن الخطابفقالت إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت أماالسبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهمرحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية ما حملك على هذا قالت الشيطان قالت اذهبيفأنت حرة

موقفها مع سيدنا عثمان:
وعن كنانة قال كنت أقود بصفية لترد عنعثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ردوني لا يفضحني هذاقال الحسن في حديثه ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماءوالطعام

أثرها في الآخرين:
قالت صهيرة بنت جيفر: حججنا ثمانصرفنا إلى المدينة فدخلنا على صفية بنت حيي فوافقنا عندها نسوة من أهلالكوفة فقلن لها ان شئتن سألتن وسمعنا وان شئتن سألنا وسمعتن فقلنا سلنفسألن عن أشياء من أمر المرأة وزوجها ومن أمر المحيض ثم سألن عن نبيذ الجرفقالت أكثرتم علينا يا أهل العراق في نبيذ الجر وما على إحداكن ان تطبختمرها ثم تدلكه ثم تصفيه فتجعله في سقائها وتوكئ عليه فإذا طاب شربت وسقتزوجها


بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن بن صفوان عن صفية بنت حيي عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى إذا كانواببيداء من الأرض خسف بأولهم وأخرهم ولم ينج أوسطهم قالوا يا رسول اللهيكون فيهم المكره قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم
حديث صحيح دون قوله: " لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت


وعن صفية بنت حيي قالت ما رأيت أحداأحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رايته وقد ركب بي من خيبرعلى عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب راسي مؤخرة الرحل فيمسني بيده ويقوليا هذه مهلا يابنت حيي مهلا حتى إذا جاء الصهباء قال أما إني أعتذر إليكياصفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وقالوا لي كذا

حدث مسروق عن صفية رضي الله عنها أنهاقالت قمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنه ليس من أزواجك أحد إلالها قرابة أو عشيرة قال من توصي بي قال أوصي بك إلى علي.


وصيتها:
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ورثتصفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها وهو يهودي بثلثها قالأبو سلمة فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلمفأرسلت إليهم اتقوا الله وأعطوه وصيته فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألفدرهم ونيف وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها.


وفاتها:
وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع
وعن عكرمة قال: ماتت بعض أزواج النبيصلى الله عليه وسلم قال إسحق: أظنه سماها صفية بنت حيي بالمدينة فأتيت ابنعباس فأخبرته فسجد فقلت له: أتسجد ولما تطلع الشمس؟ فقال ابن عباس: لا أملك أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا رأيتم الآية فاسجدواوأية آية أعظم من أمهات المؤمنين يخرجن من بين أظهرنا ونحن أحياء


المصادر:
الاستيعاب سير أعلام النبلاء - أسدالغابة - تهذيب الكمال - الطبقات الكبرى - صحيح البخاري - المعجم الأوسط -الإصابة في تمييز الصحابة - تفسير القرطبي - مسند أحمد بن حنبل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
 
حياة الصالحات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اهمية الوقت في حياة المسلم
» مواقف فى حياة الحسن بن على مع الرسول
» حياة الانسان / آشـــآارآت مــروريــﮧ !!
» دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم
» حمل الفيلم الكرتونى (حياة حشره)بروابط مباشره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دموع القمر :: المنتدى الاسلامى :: نساء فى بيت النبوه-
انتقل الى: