منتدى دموع القمر
 سعد بن أبي وقاص 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
 سعد بن أبي وقاص 7352e77bd0ml1

كل عام وانتم بخير
عزيزى الزائر نورت منتدانا
سجل معنا
منتدى دموع القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى دموع القمر


 
الرئيسيةالبوايهأحدث الصورالتسجيلدخول
اعضاءنا وزوار منتدى دموع القمر كل عام  وانتم يخيرمع تحيات ادارة المنتدى دموع القمر

 

  سعد بن أبي وقاص

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج :  سعد بن أبي وقاص 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

 سعد بن أبي وقاص Empty
مُساهمةموضوع: سعد بن أبي وقاص    سعد بن أبي وقاص Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 13, 2010 1:21 pm

 سعد بن أبي وقاص 349967

سعد بن أبي وقاص
الأسد في براثنه
رضي الله عنه وأرضاه


ارم سعد فداك أبي وأمي
هذا خالي فليرني امرؤ خاله
اللهم سدد رميته واجب دعوته




اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه
وكان،وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له فذات يوم وقد رأى الرسول صلىالله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوة المأثورة
اللــــهــــم سدد رميته .. وأجــــب دعــــــــــــــــوته
وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى الله أمره

من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول :
أقلقتالأنباء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عندما جاءته تترى بالهجمات الغادرةالتي تشنها قوات الفرس على المسلمين.. وبمعركة الجسر التي ذهب ضحيتها فييوم واحد أربعة آلاف شهيد.. وبنقض أهل العراق عهودهم، والمواثيق التي كانتعليهم.. فقرر أن يذهب بنفسه لبقود جيوش المسلمين، في معركة فاصلة ضد الفرس.
وركب في نفر من أصحابه مستخلفا على المدينة علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه..
ولكنه لم يكد يمضي عن المدينة حتى رأى بعض أصحابه أن يعود، وينتدب لهذه المهمة واحدا غيره من أصحابه..
وتبنّىهذا الرأي عبد الرحمن بن عوف، معلنا أن المخاطرة بحياة أمير المؤمنين علىهذا النحو والاسلام يعيش أيامه الفاصلة، عمل غير سديد..
وأمر عمر أنيجتمع المسلمون للشورى ونودي:_الصلاة جامعة_ واستدعي علي ابن أبي طالب،فانتقل مع بعض أهل المدينة الى حيث كان أمير المؤمنين وأصحابه.. وانتهىالرأي الى ما نادى به عبد الرحمن بن عوف، وقرر المجتمعون أن يعود عمر الىالمدينة، وأن يختار للقاء الفرس قائدا آخر من المسلمين..
ونزل أمير المؤمنين على هذا الرأي، وعاد يسأل أصحابه:
فمن ترون أن نبعث الى العراق..؟؟
وصمتوا قليلا يفكرون..
ثم صاح عبد الرحمن بن عوف: وجدته..!!
قال عمر: فمن هو..؟
قال عبد الرحمن: "الأسد في براثنه.. سعد بن مالك الزهري.."
وأيّد المسلمون هذا الاختيار، وأرسل أمير المؤمنين الى سعد بن مالك الزهري "سعد بن أبي وقاص" وولاه امارة العراق، وقيادة الجيش..
فمن هو الأسد في براثنه..؟
من هذا الذي كان اذا قدم على الرسول وهو بين أصحابه حياه وداعبه قائلا:
"هذا خالي.. فليرني امرؤ خاله"..!!
انه سعد بن أبي وقاص.. جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لقد عانق الاسلام وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان اسلامه مبكرا، وانه ليتحدث عن نفسه فيقول:
ولقد أتى عليّ يوم، واني لثلث الاسلام
يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا الى الاسلام..
ففيالأيام الأولى التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد، وعن الدينالجديد الذي يزف الرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مندار الأرقم ملاذا له ولأصحابه الذين بدءوا يؤمنون به.. كان سعد ابن أبيوقاص قد بسط يمينه الى رسول الله مبايعا..
وانّ كتب التاريخ والسّير لتحدثنا بأنه كان أحد الذين أسلموا باسلام أبي بكر وعلى يديه..
ولعلهيومئذ أعلن اسلامه مع الذين أعلنوه باقناع أبي بكر ايّاهم، وهم عثمان ابنعفان، والزبير ابن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.
ومع هذا لا يمنع سبقه بالاسلام سرا..
وان لسعد بن أبي وقاص لأمجاد كثيرة يستطيع أن يباهي بها ويفخر..
بيد أنه لم يتغنّ من مزاياه تلك، الا بشيئين عظيمين..
أولهما: أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمي أيضا..
وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد:
" ارم سعد فداك أبي وأمي"..
أجل كان دائما يتغنى بهاتين النعمتين الجزيلتين، ويلهج يشكر الله عليهما فيقول:
" والله اني لأوّل رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله".
ويقول علي ابن أبي طالب:
" ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي"..
كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه..
اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه..!!
وكان،وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له.. فذات يوم وقد رأى الرسولصلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوة المأثورة..
" اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته".
وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى الله أمره.
من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:
" رأى سعد رجلا يسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقال ارجل: أراك تتهددني كأنك نبي..!!
فانصرفسعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجلقد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبّه ايّاهم، فاجعلهآية وعبرة..
فلم يمض غير وقت قصير، حتى خرجت من احدى الدور ناقة نادّةلا يردّها شيء حتى دخلت في زحام الناس، كأنها تبحث عن شيء، ثم اقتحمتالرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطه حتى مات"..
ان هذه الظاهرة، تنبىء أوّل ما تنبىء عن شفافية روحه، وصدق يقينه، وعمق اخلاصه.
وكذلكمكان سعد، روحه حر.. ويقينه صلب.. واخلاصه عميق.. وكان دائب الاستعانة علىدعم تقواه باللقمة الحلال، فهو يرفض في اصرار عظيم كل درهم فيه اثارة منشبهة..
ولقد عاش سعد حتى صار من أغنياء المسلمين وأثريائهم، ويوم ماتخلف وراءه ثروة غير قليلة.. ومع هذا فاذا كانت وفرة المال وحلاله قلمايجتمعان، فقد اجتمعا بين يدي سعد.. اذ آتاه الله الكثير، الحلال، الطيب..
وقدرته على جمع المال من الحلال الخالص، يضاهيها، قدرته في انفاقه في سبيل الله..
في حجة الوداع، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصابه المرض، وذهب الرسول يعوده، فساله سعد قائلا:
"يا رسول الله، اني ذو مال ولا يرثني الا ابنة، أفأتصدّق بثلثي مالي..؟
قال النبي: لا.
قلت: فبنصفه؟
قال النبي: لا.
قلت: فبثلثه..؟
قالالنبي: نعم، والثلث كثير.. انك ان تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالةيتكففون الناس، وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا أجرت بها، حتىاللقمة تضعها في فم امرأتك"..
ولم يظل سعد أبا لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء آخرين..
وكان سعد كثير البكاء من خشية الله.
وكان اذا استمع للرسول يعظهم، ويخطبهم، فاضت عيناه من الدمع حتى تكاد دموعه تملؤ حجره..
وكان رجلا أوتي نعمة التوفيق والقبول..
ذات يوم والنبي جالس مع أصحابه، رنا بصره الى الأفق في اصغاء من يتلقى همسا وسرا.. ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم:
" يطلع علينا الآن رجل من أهل الجنة"..
وأخذ الأصحاب يتلفتون صوب كل اتجاه يستشرفون هذا السعيد الموفق المحظوظ..
وبعد حين قريب، طلع عليهم سعد بن أبي وقاص.
ولقدلاذ به فيما بعد عبد الله بن عمرو بن العاص سائلا اياه في الحاح أن يدلهعلى ما يتقرّب الى الله من عمل وعبادة، جعله أهل لهذه المثوبة، وهذهالبشرى.. فقال له سعد:
" لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد..
غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا".
هذا هو الأسد في براثنه، كما وصفه عبد الرحمن بن عوف..
وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر ليوم القادسية العظيم..
كانت كل مزاياه تتألق أما بصيرة أمير المؤمنين وهو يختاره لأصعب مهمة تواجه الاسلام والمسلمين..
انه مستجاب الدعوة.. اذا سأل الله النصر أعطاه اياه..
زانه عفّ الطعمة.. عف اللسان.. عف الضمير..
وانه واحد من أهل الجنة.. كما تنبأ له الرسول..
وانه الفارس يوم بدر. والفارس يوم أحد.. والفارس في كل مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرى،لا ينساها عمر ولا يغفل عن أهميتها وقيمتها وقدرها بين لخصائص التي يجب أنتتوفر لكل من يتصدى لعظائم الأمور، تلك هي صلابة الايمان..
ان عمر لا ينسى نبأ سعد مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول..
يومئذأخفقت جميع محاولات رده وصده عن سبيل الله.. فلجأت أمه الى وسيلة لم يكنأحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه الى وثنية أهله وذويه..
لقدأعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب، حتى يعود سعد الى دين آبائه وقومه،ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعام والسراب حتى أوشكت علىالهلاك..
كل ذلك وسعد لا يبالي، ولا يبيع ايمانه ودينه بشيء، حتى ولو يكون هذا الشيء حياةأمه..
وحين كانت تشرف على الموت، أخذه بعض أهله اليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت..
وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر..
بيد أن ايمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل صخر، وعلى كل لاذ، فاقترب بوجهه من وجه أمه، وصاح بها لتسمعه:
" تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء..
فكلي ان شئت أو لا تأكلي"..!!
وعدلت أمه عن عزمهتا.. ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيده فيقول:
( وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)..
أليس هو الأسد في براثنه حقا..؟؟
اذنفليغرس أمير المؤمنين لواء القادسية في يمينه. وليرم به الفرس المجتمعينفي أكثر من مائةألف من المقاتلين المدربين. المدججين بأخطر ما كانت تعرفهالأرض يومئذ من عتاد وسلاح.. تقودهم أذكى عقول الحرب يومئذ، وأدهى دهاتها..
أجلالى هؤلاء في فيالقهم الرهيبة..خرج سعد في ثلاثين ألف مقاتل لا غير.. فيأيديهم رماح.. ولكن في قلوبهم ارادة الدين الجديد بكل ما تمثله من ايمانوعنفوان، وشوق نادر وباهر الى الموت و الى الشهادة..!!
والتقى الجمعان.
ولكن لا.. لم يلتق الجمعان بعد..
وأنسعدا هناك ينتظر نصائح أمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب عمراليه يأمره فيه بالمبادرة الى القادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبهكلمات نور وهدى:
" يا سعد بن وهيب..
لا يغرّنّك من الله، أن قيل:خال رسول الله وصاحبه، فان الله ليس بينه وبين أحد نسب الا بطاعته..والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سوء.. الله ربهم، وهم عباده.. يتفاضلونبالعافية، ويدركون ما عند الله بالطاعة. فانظر الأمر الذي رأيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم منذ بعث الى أن فارقنا عليه، فالزمه، فانه الأمر."
ثم يقول له:
" اكتب اليّ بجميع أحوالكم.. وكيف تنزلون..؟
وأين يكون عدوّكم منكم..
واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظر اليكم"..!!
ويكتب سعد الى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انه ليكاد يحدد له موقف كل جندي ومكانه.
وينزل سعد القادسية، ويتجمّع الفرس جيشا وشعبا، كما لم يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرس أشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..
ويكتب سعد الى عمر، فيكتب اليه أمير المؤمنين:
"لا يكربنّك ما تسمع منهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله، وتوكل عليه،وابعث اليه رجالا من أهل النظر والرأي والجلد، يدعونه الى الله.. واكتباليّ في كل يوم.."
ويعود سعد فيكتب لأمير المؤمنين قائلا:
" ان رستم قد عسكر ب ساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحف علينا".
ويجيبه عمر مطمئنا مشيرا..
انسعد الفارس الذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام، بطلالمعارك والغزوات، والذي لا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأسجيشه في احدى معارك التاريخ الكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرورالقوة، ولا صلف الزعامة، يحملانه على الركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هويلجأ الى أمير المؤمنين في المدينة وبينهما أبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يومكتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرى على وشك النشوب، المشورة والرأي...
ذلكأن سعدا يعلم أن عمر في المدينة لا يفتي وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشيرالذين حوله من المسلمين ومن خيار أصحاب رسول الله.. وسعد لا يريد برغم كلظروف الحرب، أن يحرم نفسه، ولا أن يحرم جيشه، من بركة الشورى وجدواها، لاسيّما حين يكون بين أقطابها عمر الملهم العظيم..
وينفذ سعد وصية عمر، فيرسل الى رستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والى الاسلام..
ويطول الحوار بينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقول قائلهم:
" ان الله اختارنا ليخرج بنا من يشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا الى سعتها، ومن جور الحكام الى عدل الاسلام..
فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن قاتلنا قاتلناه حتى نفضي الى وعد الله.."
ويسأل رستم: وما وعد الله الذي وعدكم اياه..؟؟
فيجيبه الصحابي:
" الجنة لشهدائنا، والظفر لأحيائنا".
ويعود لبوفد الى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنها الحرب..
وتمتلىء عينا سعد بالدموع..
لقدكان يود لو تأخرت المعركة قليلا، أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قداشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأت الدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس،فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركة بالغة الضراوة والقسوة..!!
فلوأن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنها استأخرت حتى يبل ويشفى، اذنلأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسول الله صلى الله عليهوسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمن القوي لايعدم الحيلة، ولا يعجز أبدا..
عندئذ هب الأسد في براثنه ووقف في جيشه خطيبا، مستهلا خطابه بالآية الكريمة:
( بسم الله الرحمن الرحيم )
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )
وبعد فراغه من خطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنوده مكبّرا أربعا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
ودوّى الكن وأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه كالسهم النافذ مشيرا الى العدو، وصاح في جنوده: هيا على بركة الله..
وصعدوهو متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدار التي كان ينزل بها ويتخذهامركزا لقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوق وسادة. باب دارهمفتوح.. وأقل هجوم من الفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أو ميتا..ولكنه لا يرهب ولا يخاف..
دمامله تنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهومن الشرفة يكبر ويصيح.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة..ولألئك: أن سدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهم يا جرير.. اضربيا نعمان.. اهجم يا أشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحاب محمد..!!
وكان صوته المفعم بقوة العزم والأمل، يجعل من كل جندي فردا، جيشا بأسره..
وتهاوى جنود الفرس كالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم الوثنية وعبادة النار..!!
وطارتفلولهم المهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيشالمسلم عتى نهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملوا ايوان كسرى وتاجه، غنيمةوفيئا..!!
وفي موقعة المدائن أبلى سعد بلاء عظيما..
وكانت موقعةالمدائن، بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، جرت خلالهما مناوشات مستمرةبين الفرس والمسلمين، حتى تجمعن كل فلول الجيش الفارسي ويقاياه في المدائننفسها، متأهبة لموقف أخير وفاصل..
وأدرك سعد أن الوقت سيكون بجانبأعدائه. فقرر أن يسلبهم هذه المزية.. ولكن أنّى له ذلك وبينه وبين المدائننهر دجلة في موسم فيضانه وجيشانه..
هنا موقف يثبت فيه سعد حقا كما وصفه عبد الرحمن بن عوف الأسد في براثنه..!!
ان ايمان سعد وتصميمه ليتألقان في وجه الخطر، ويتسوّران المستحيل في استبسال عظيم..!!
وهكذاأصدر سعد أمره الى جيشه بعبور نهر دجلة.. وأمر بالبحث عن مخاضة في النهرتمكّن من عبور هذا النهر.. وأخيرا عثروا على مكان لا يخلو عبوره منالمخاطر البالغة..
وقبل أن يبدأ الجيش الجيش عملية المرور فطن القائدسعد الى وجوب تأمين مكان الوصول على الضفة الأخرى التي يرابط العطوحولها.. وعندئذ جهز كتيبتين..
الأولى: واسمها كتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها عاصم ابن عمرو والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّر عليها القعقاع ابن عمرو..
وكانعلى جنود هاتين الكتيبتين أن يخوضوا الأهوال لكي يفسحوا على الضفة الأخرىمكانا آمنا للجيش العابر على أثرهم.. ولقد أدوا العمل بمهارة مذهلة..
ونجحت خطة سعد يومئذ نجاحا يذهل له المؤرخون..
نجاحا أذهل سعد بن أبي وقاص نفسه..
وأذهل صاحبه ورفيقه في المعركة سلمان الفارسي الذي أخذ يضرب كفا بكف دهشة وغبطة، ويقول:
" ان الاسلام جديد..
ذلّلت والله لهم البحار، كما ذلّل لهم البرّ..
والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منه أفواجا، كما دخلوه أفواحا"..!!
ولقد كان .. وكما اقتحموا نهر دجلة أفواجا، خرجوا منه أفواجا لم يخسروا جنديا واحدا، بل لم تضع منهم شكيمة فرس..
ولقدسقط من أحد المقاتلين قدحه، فعز عليه أن يكون الوحيد بين رفاقه الذي يضيعمنه شيء، فنادى في أصحابه ليعاونوه على انتشاله، ودفعته موجة عالية الىحيث استطاع بعض العابرين التقاطه..!!
وتصف لنا احدى الروايات التاريخية، روعة المشهد وهم يعبرون دجلة، فتقول:
[أمرسعد المسلمين أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم اقتحم بفرسه دجلة،واقتحم الناس وراءه، لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجهالأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين، ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسانوالمشاة، وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرون على وجه الماء كأنهم يتحدون علىوجه الأرض؛ وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينة والأمن، والوثوق بأمر اللهونصره ووعيده وتأييده]..!!
ويوم ولى عمر سعدا امارة العراق، راح يبني للناس ويعمّر.. كوّف الكوفة، وأرسى قواعد الاسلام في البلاد العريضة الواسعة..
وذات يوم شكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين.. لقد غلبهم طبعهم المتمرّد، فزعموا زعمهم الضاحك، قالوا:" ان سعدا لا يحسن يصلي"..!!
ويضحك سعد من ملء فاه، ويقول:
"والله اني لأصلي بهم صلاة رسول الله.. أطيل في الركعتين الأوليين، وأقصر في الأخريين"..
ويستدعيه عمر الى المدينة، فلا يغضب، بل يلبي نداءه من فوره..
وبعد حين يعتزم عمر ارجاعه الى الكوفة، فيجيب سعد ضاحكا:
" اأتمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة"..؟؟
ويؤثر البقاء في المدينة..
وحيناعتدي على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه، اختار من بين أصحابالرسول عليه الصلاة والسلام، ستة رجال، ليكون اليهم أمر الخليفة الجديدقائلا انه اختار ستة مات رسول الله وهو عنهم راض.. وكان من بينهم سعد بنأبي وقاص.
بل يبدو من كلمات عمر الأخيرة، أنه لو كان مختارا لخلافة واحدا من الصحابة لاختار سعدا..
فقد قال لأصحابه وهو يودعهم ويوصيهم:
" ان وليها سعد فذاك..
وان وليه غيره فليستعن بسعد".
ويمتد العمر بسعد. وتجيء الفتنة الكبرى، فيعتزلها بل ويأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا اليه شيئا من أخبارها..
وذات يوم تشرئب الأعناق نحوه، ويذهب اليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، ويقول له:
يا عم، ها هنا مائة ألف سيف يروك أحق الناس بهذا الأمر.
فيجيبه سعد:
" أريد من مائة ألف سيف، سيفا واحدا.. اذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، واذا ضربت به الكافر قطع"..!!
ويدرك ابن أخيه غرضه، ويتركه في عزلته وسلامه..
وحين انتهى الأمر لمعاوية، واستقرت بيده مقاليد الحكم سأل سعدا:
مالك لم تقاتل معنا..؟؟
فأجابه:
" اني مررت بريح مظلمة، فقلت: أخ .. أخ..
واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني.."
فقل معاوية: ليس في كتاب الله أخ.. أخ.. ولكن قال الله تعالى:
(وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله).
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية.
أجابه سعد قائلا:
" ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي".
وذات يوم من أيام الرابع والخمسين للهجرة، وقد جاوز سعد الثمانين، كان هناك في داره بالعقيق يتهيأ لقاء الله.
ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول:
[ كان رأس أبي في حجري، وهو يقضي، فبكيت وقال: ما يبكيك يا بنيّ..؟؟
ان الله لا يعذبني أبدا وأني من أهل الجنة]..!!
ان صلابة ايمانه لا يوهنها حتى رهبة الموت وزلزاله.
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أوثق ايمان..ز واذن ففيم الخوف..؟
ان الله لا يعذبتي أبدا، واني من أهل الجنة].
بيدأنه يريد أن يلقى الله وهو يحمل أروع وأجمل تذكار جمعه بدينه ووصلهبرسوله.. ومن ثمّ فقد أشار الى خزانته ففتوحها، ثم أخرجوا منها رداء قديماقي بلي وأخلق، ثم أمر أهله أن يكفنوه فيه قائلا:
[ لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم]..!!
اجل، ان ذلك الثوب لم يعد مجرّد ثوب.. انه العلم الذي يخفق فوق حياة مديدة شامخة عاشها صاحبها مؤمنا، صادقا شجاعا!!
وفوقأعناق الرجال حمل الى المدينة جثمان آخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه فيسلام الى جوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذين سبقوه الى الله، ووجدتأجسامهم الكادحة مرفأ لها في تراب البقيع وثراه.
وداعا يا سعد..!!
وداعا يا بطل القادسية، وفاتح المدائن، ومطفىء النار المعبودة في فارس الى الأبد..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
tymor
مدير عام
مدير عام
tymor


عدد الرسائل : 0
ذكر
عدد المساهمات : 653
تاريخ التسجيل : 06/08/2009
العمر : 34
المزاج : ساعة هيك وساعة هيك

 سعد بن أبي وقاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: سعد بن أبي وقاص    سعد بن أبي وقاص Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 11:29 am

موضوع في غاية الروعة  سعد بن أبي وقاص 872385
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سحر الرومانسيه
عضو متألق
عضو متألق
سحر الرومانسيه


المزاج :  سعد بن أبي وقاص 7110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 268
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
العمر : 34
الموقع : فى بيتنا
المزاج : تمام

 سعد بن أبي وقاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: سعد بن أبي وقاص    سعد بن أبي وقاص Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 1:07 pm

 سعد بن أبي وقاص 551323
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع القمر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
دموع القمر


المزاج :  سعد بن أبي وقاص 110
عدد الرسائل : 0
انثى
عدد المساهمات : 4969
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 38
الموقع : فى بيتنا
المزاج : عال العال

 سعد بن أبي وقاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: سعد بن أبي وقاص    سعد بن أبي وقاص Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 5:32 pm

 سعد بن أبي وقاص 877748
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://whit.ahlamontada.net
 
سعد بن أبي وقاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سير اعلام النبلاء ..سعد بن ابى وقاص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دموع القمر :: المنتدى الاسلامى :: صحابه وغزوات-
انتقل الى: